responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 389

موته ثلاثا لا يحوم حوله أحد حتى أنتن و بعد ذلك استأجروا حمالين سود حتى أخرجوه من مكة و ألقوه فى مكان و قاموا يرمونه بالحجارة حتى ملؤه كذا فى المنتقى* و يروى انّ عائشة كانت اذا مرّت بموضعه ذلك غطت وجهها و خرج البخاري فى صحيحه انّ أبا لهب رآه بعض أهله فى المنام بشرحيبة أى حالة فقال ما لقيت بعدكم راحة غير انى سقيت فى مثل هذه و أشار الى النقرة بين السبابة و الابهام بعتقى ثويبة و قد مرّ فى الركن الاوّل فى ارضاع ثويبة*

فائدة

روى عن الفقيه اسماعيل الحضرمى أنه لما حج الى مكة سأل الشيخ محب الدين الطبرى عن القبرين اللذين يرجمان فى أسفل مكة عند جبل البكاء فأجاب الشيخ محب الدين بأن القبرين المرجومين قصتهما أنه أصبح البيت يوما فى دولة بنى العباس ملطخا بالعذرة فرصدوا الفاعل لذلك فمسكوهما بعد أيام فبعث أمير مكة الى أمير المؤمنين فى شأنهما فأمر بصلبهما فصلبا فى هذا الموضع فصارا يرجمان الى الآن كذا فى البحر العميق فما هو المشهور عند أهل مكة من أنهم يقولون انه قبر أبى لهب ليس له أصل* قال ابن اسحاق ناحت قريش على قتلاهم شهرا ثم قالوا لا تفعلوا فيبلغ محمدا و أصحابه فيشمتوا بكم و لا تبعثوا فى أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يتأرب عليكم محمد و أصحابه فى الفداء قال و كان الاسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة و عقيل ابناه و الحارث بن زمعة و هو ابن ابنه و كان يحب أن يبكى عليهم فسمع نائحة من الليل فقال لغلام له و قد ذهب بصره انظر هل أحل النحب و هل بكت قريش على قتلاها لعلى أبكى على أبى حكيمة يعنى زمعة فان جوفى قد احترق فلما رجع إليه الغلام قال انما هى امرأة تبكى على بعير لها أضلته قال فذاك حين يقول الاسود

أ تبكى أن يضل لها بعير* * * و يمنعها من النوم السهود

فلا تبكى على بكر و لكن‌* * * على بدر تقاصرت الجدود

و قد كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) دعا على الاسود بن المطلب هذا بأن يعمى اللّه بصره و يثكله ولده فاستجيب له وفق دعائه سيق العمى الى بصره أوّلا ثم أصيب يوم بدر بمن سمى آنفا من ولده فتمت اجابة اللّه سبحانه رسوله فيه و كان فى الاسارى أبو وداعة بن صبيرة السهمى فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ان له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال فكأنكم به قد جاء فى طلب فداء أبيه فلما قالت قريش لا تعجلوا بفداء أسراكم لا يتأرب عليكم محمد و أصحابه قال المطلب بن ابى وداعة و هو الذي كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عنى صدقتم لا تعجلوا و انسل من الليل فقدم المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم ثم بعثت قريش فى فداء الاسارى فقدم مكرز بن حفص بن الاحنف فى فداء سهيل بن عمرو و كان الذي أسره مالك بن الدخشم أخو بنى سالم بن عوف فلما قاولهم فيه مكرز فانتهى الى رضاهم قالوا هات الذي لنا قال اجعلوا رجلى مكان رجله و خلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه فخلوا سبيل سهيل و حبسوا مكرز امكانه عندهم و كان سهيل قد قام فى قريش خطيبا عند ما استنفرهم أبو سفيان فقال يا آل غالب أ تاركون أنتم محمدا و الصباة من أهل يثرب يأخذون عيرانكم و أموالكم من أراد مالا فهذا مالى و من أراد قوّة فهذه قوّة فيروى أن عمر بن الخطاب قال لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لما أسر سهيل يوم بدر يا رسول اللّه انزع ثنيتى سهيل بن عمرو يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا فى موطن أبدا فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لا أمثل به فيمثل اللّه بى و ان كنت نبيا و انه عسى أن يقوم مقاما لا نذمه فصدق اللّه رسوله و كان لسهيل بعد وفاته (عليه السلام) فى تثبيت أهل مكة على الايمان مقام و كان عمرو بن أبى سفيان بن حرب أسيرا فى يدى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من أسارى بدر قال ابن هشام أسره على بن أبى طالب فقيل لابي سفيان بن حرب افد عمرا ابنك فقال أ يجمع على‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست