responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 388

من بدر فكانوا اذا قدموا غداءهم و عشاءهم خصونى بالخبز و أكلوا التمر لوصية رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) اياهم بنا ما تقع فى يد رجل منهم كسرة من الخبز الا و قد نفحنى بها قال فأستحيى فأردّها عليه فيردّها علىّ ما يمسها قال و مرّ بى أخى مصعب بن عمير و رجل من الانصار يأسرنى فقال له شدّ يديك به فان أمه ذات متاع لعلها تفديه منك قال ابن هشام و كان أبو عزيز صاحب لواء المشركين ببدر بعد النضر بن الحارث فلما قال أخوه مصعب لابي اليسر و هو الذي أسره ما قال قال له أبو عزيز يا أخى هذه وصايتك بى قال انه أخى دونك فسألت أمه عن أعلى ما فدى به قرشى فقيل لها أربعة آلاف درهم فبعثت أربعة آلاف درهم ففدته بها* و ذكر قاسم بن ثابت فى دلائله ان قريشا لما توجهت الى بدر مرّ هاتف من الجنّ على مكة فى اليوم الذي وقع بهم المسلمون و هو ينشد بأنفذ صوت و لا يرى شخصه يقول‌

ازار الحنيفيون بدرا وقيعة* * * سينقض منها ركن كسرى و قيصرا

أبادت رجالا من لؤيّ و أبرزت‌* * * خرائد يضر بن الترائب حسرا

فيا ويح من أمسى عدوّ محمد* * * لقد حاد عن قصد الهدى و تحيرا

فقال قائلهم من الحنيفيون فقال محمد و أصحابه يزعمون انهم على دين ابراهيم الحنيف ثم لم يلبثوا أن جاءهم الخبر اليقين و كان أوّل من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد اللّه الخزاعى فقالوا ما وراءك قال قتل عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أبو الحكم بن هشام و أمية بن خلف و زمعة بن الاسود و نبيه و منبه ابنا الحجاج و أبو البخترى بن هشام فلما جعل يعدّد أشراف قريش قال صفوان بن أمية و هو قاعد فى الحجر و اللّه ان يعقل هذا فسلوه عنى قالوا ما فعل صفوان بن أمية قال ها هو ذاك جالس فى الحجر و قد و اللّه رأيت أباه و أخاه حين قتلا و قال أبو رافع مولى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كنت غلاما للعباس ابن عبد المطلب و كان الاسلام قد دخلنا اهل البيت فأسلم العباس و أسلمت أم الفضل و كان العباس يهاب قومه و يكره خلافهم فكان يكتم اسلامه و كان ذا مال كثير متفرّق فى قومه و كان أبو لهب قد تخلف عن بدر فبعث مكانه العاصى بن هشام بن المغيرة كما مرّ فلما جاءه الخبر عن مصاب أهل بدر من قريش كبته اللّه و أخزاه و وجدنا فى أنفسنا قوّة و عزة و كنت أعمل الاقداح فى حجرة زمزم فو اللّه انى لجالس فيها أنحت أقداحى و عندى أمّ الفضل جالسة و قد سرّنا ما جاءنا من الخبر اذ أقبل أبو لهب يجرّ رجليه بشرّ حتى جلس الى طنب الحجرة ظهره الى ظهرى فبينا هو جالس اذ قال الناس هذا ابو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب قد قدم مكة فقال أبو لهب هلم الىّ فعندك لعمرى الخبر فجلس إليه و الناس قيام عليه فقال يا ابن أخى اخبرنى كيف كان أمر الناس قال و اللّه ما هو الا أن لقينا القوم فمنحناهم اكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا و يأسروننا كيف شاءوا و أيم اللّه مع ذلك ما لمت الناس لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء و الارض و اللّه ما تبقى شيئا و لا يقوم لها شي‌ء قال أبو رافع فرفعت طنب الحجرة بيدى ثم قلت تلك و اللّه الملائكة فرفع أبو لهب يده و ضرب وجهى ضربة شديدة فثاورته فاحتملنى و ضرب بى الارض ثم برك علىّ يضربنى و كنت رجلا ضعيفا فقامت أم الفضل الى عمود من عمد الحجرة فضربته به ضربة فلقت فى رأسه شجة منكرة و قالت أ تستضعفه أن غاب عنه سيده فقام موليا فو اللّه ما عاش الا سبع ليال حتى رماه اللّه بالعدسة فقتلته* و ذكر محمد بن جرير الطبرى فى تاريخه ان العدسة قرحة كانت العرب تتشاء بها و يرون انها تعدى أشدّ العدوى فلما أصابت أبا لهب تباعد عنه بنوه و بقى بعد موته ثلاثا لا تقرب جنازته و لا يحاول دفنه فلما خافوا السبة فى تركه حفروا له ثم دفعوه فى حفرته بعود و قذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه و قال ابن اسحاق فى رواية يونس بن بكير عنه انهم لم يحفروا له و لكن أسندوه الى حائط و قذفوا عليه الحجارة من خلف الحائط حتى واروه* و فى رواية بقى بعد

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست