responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 381

قائم على باب العريش الذي فيه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) متوشحا السيف فى نفر من الانصار يحرسون رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يخافون عليه كرة العدوّ رأى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى وجه سعد الكراهية لما يصنع الناس فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم قال أجل و اللّه يا رسول اللّه كانت أوّل وقعة أوقعها اللّه بأهل الشرك فكان الاثخان فى القتل أحب الىّ من استبقاء الرجال و قال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يومئذ لاصحابه انى قد عرفت ان رجالا من بنى هاشم و غيرهم قد أخرجوا كرها و لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقى منكم أحدا من بنى هاشم فلا يقتله و من لقى أبا البخترى بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله و اسم أبى البخترى العاصى بن هشام و من لقى العباس بن عبد المطلب عم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فلا يقتله فانه انما خرج مستكرها قال أبو حذيفة أ نقتل آباءنا و أبناءنا و اخواننا و عشيرتنا و نترك العباس و اللّه لئن لقيته لألجمنه بالسيف فبلغت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص قال عمر و اللّه انه لاوّل يوم كنانى فيه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بأبى حفص أ يضرب وجه عم رسول اللّه بالسيف فقال عمر يا رسول اللّه دعنى فلاضربن عنقه بالسيف فو اللّه لقد نافق فكان أبو حذيفة يقول ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ و لا أزال منها خائفا الا أن تكفرها عنى الشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا و انما نهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عن قتل أبى البخترى لانه كان أكف القوم عنه بمكة و كان لا يؤذيه و لا يبلغه عنه شي‌ء يكرهه و كان ممن قام فى نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بنى هاشم و بنى المطلب فلقيه المجذر بن زياد البلوى حليف الانصار يوم بدر فقال له ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قد نهانا عن قتلك و مع أبى البخترى زميل له خرج معه من مكة و هو رجل من بنى ليث اسمه جنادة بن مليحة بنت زهير قال و زميلى فقال له المجذر لا و اللّه ما نحن بتاركى زميلك ما أمرنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الا بك وحدك قال لا و اللّه اذا لا موتن أنا و هو جميعا لا تحدّث عنى نساء مكة أنى تركت زميلى حرصا على الحياة و قال يرتجز

لن يسلم ابن حرة زميله‌* * * حتى يموت أو يرى سبيله‌

فاقتتلا فقتله المجذر ثم أتى المجذر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال و الذي بعثك بالحق انى جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به فأبى الا أن يقاتلنى فقاتلته فقتلته* و قال موسى بن عقبة يزعم ناس ان أبا اليسر قتل أبا البخترى و يأبى معظم الناس الا أن المجذر هو الذي قتله ثم أضرب ابن عقبة عن القولين و قال بل قتله بغير شك أبو داود المازنى و سلبه سيفه فكان عند بنيه حتى باعه بعضهم من بعض بنى أبى البخترى و كان المجذر قد ناشده أن يستأسر و أخبره بنهى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) عن قتله فأبى أبو البخترى أن يستأسر و شدّ عليه المجذر بالسيف و طعنه الانصارى يعنى أبا داود المازنى بين ثدييه فأجهز عليه فقتله كذا فى الاكتفاء* قال ابن هشام حدّثنى أبو عبيدة و غيره ان عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاصى انى أراك كانّ فى نفسك شيئا اراك تظنّ أنى قتلت أباك انى لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله و لكنى قتلت خالى العاصى بن هشام بن المغيرة فأما أبوك فانى مررت به و هو يبحث بحث الثور بروقه فجزت عنه و قصد له ابن عمه علىّ فقتله* و قال عبد الرحمن بن عوف كان أمية بن خلف لى صديقا بمكة و كان اسمى عبد عمرو فلما أسلمت تسميت عبد الرحمن فكان يلقانى فيقول لى يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبوك فأقول نعم فيقول فانى لا أعرف الرحمن فاجعل بينى و بينك شيئا أدعوك به أما أنت فلا تجيبنى باسمك الاوّل و أما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف فقلت يا أبا علىّ اجعل ما شئت قال فأنت عبد الاله فقلت نعم حتى اذا كان يوم بدر مررت به و هو واقف مع ابنه علىّ بن أمية آخذا بيده و معى‌

أدراع لى قد استلبتها فأنا أحملها فلما رآنى قال يا عبد عمرو فلم أجبه فقال يا عبد الا له فقلت نعم فقال‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست