responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 380

و هو فى العريش ثم انتبه* و فى رواية البخاري أخذته (صلى اللّه عليه و سلم) سنة من النوم ثم استيقظ متبسما فقال ابشر يا أبا بكر أتاك نصر اللّه هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع يريد الغبار و قد رمى مهجع مولى عمر بسهم فقتل فكان أوّل قتيل من المسلمين ثم رمى حارثة بن سراقة أحد بنى عدى ابن النجار و هو يشرب من الحوض بسهم فأصاب نحره فقتل ثم خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الى الناس و هو يثب فى الدرع و يقول سيهزم الجمع و يولون الدبر فحرّضهم و نفل كل امرئ ما أصاب و قال و الذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبرا لا أدخله اللّه الجنة فقال عمير بن الحمام أخو بنى سلمة و فى يده تمرات يأكلهنّ بخ بخ فما بينى و بين أدخل الجنة الا أن يقتلنى هؤلاء فقذف التمرات من يده و أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل و هو يقول‌

ركضا الى اللّه بغير الزاد* * * الا التقى و العمل المفاد

و الصبر فى اللّه على الجهاد* * * و كل زاد عرضة النفاد

غير التقى و البر و الرشاد

و فى المشكاة فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قوموا الى جنة عرضها السموات و الارض قال عمير ابن الحمام بخ بخ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ما يحملك على قولك بخ بخ قال لا و اللّه يا رسول اللّه الارجاء أن أكون من أهلها قال فانك من أهلها فأخرج تمرات من كرزه أى جعبته فجعل يأكل منهنّ ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى انها الحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمرات ثم قاتلهم حتى قتل رواه مسلم قال و التقى الناس و دنا بعضهم من بعض قال أبو جهل اللهمّ من كان أقطعنا رحما فأتى بما لا يعرف فأحنه الغداة و كان هو المستفتح على نفسه و قال يومئذ عوف بن الحارث و هو ابن عفراء يا رسول اللّه ما ذا يضحك الرب من عبده قال غمسة يده فى العدوّ حاسرا فنزع درعا كانت عليه فقذفها ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل‌

لطيفة انقلاب العصا سيفا

و قاتل عكاشة بن محصن الاسدى حليف بنى عبد شمس يوم بدر بسيفه حتى انقطع فى يده فأتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأعطاه جذلا من حطب فقال قاتل بهذا يا عكاشة فلما أخذه هزه فعاد فى يده سيفا طويل القامة شديد المتن أبيض الحديد فقاتل به حتى فتح اللّه على المسلمين و كان ذلك السيف يسمى العون ثم لم يزل عنده حتى قتل فى الردّة و هو عنده قتله طليحة الاسدى ثم انّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشا ثم قال شاهت الوجوه ثم نفحهم بها ثم أمر أصحابه فقال شدوا فكانت الهزيمة و جعل اللّه تلك الحصباء عظيما شأنها لم تترك من المشركين رجلا إلا ملأت عينيه و استولى عليهم المسلمون معهم اللّه و ملائكته يقتلونهم و يأسرونهم و يجدون النفر كل رجل منهم مكب على وجهه لا يدرى أين يتوجه يعالج التراب ينزعه من عينيه فقتل اللّه من قتل من صناديد قريش و أسر من أسر من أشرافهم* قال قتادة و ابو زيد ذكر لنا ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أخذ يوم بدر ثلاث حصيات فرمى بحصاة فى ميمنة القوم و بحصاة فى ميسرة القوم و بحصاة فى أظهرهم و قال شاهت الوجوه فانهزموا فذلك قوله تعالى و ما رميت اذ رميت و لكن اللّه رمى* و فى معالم التنزيل تناول كفا من حصى عليه تراب فرمى فى وجوه القوم و قال شاهت الوجوه فلم يبق مشرك الا دخل فى عينيه و فى فمه و منخره منها شي‌ء فانهزموا ورد فهم المؤمنون يقتلونهم و يأسرونهم* و قال حكيم بن حزام لما كان يوم بدر سمعنا صوتا من السماء الى الارض كأنه صوت حصاة وقعت فى طست حين رمى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) تلك الحصيات فانهزمنا فذلك قوله تعالى و ما رميت اذ رميت و لكن اللّه رمى و قال نوفل بن معاوية انهزمنا يوم بدر و نحن نسمع كوقع الحصاة فى الطساس فى أفئدتنا من خلفنا و كان ذلك أشدّ الرعب علينا فلما وضع القوم أيديهم يأسرون و سعد بن معاذ

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 380
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست