responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 351

ضعيف و شامة و طفيل بكسر الفاء جبلان مشرفان على مجنة* و فى المواهب اللدنية شامة و طفيل عينان بقرب مكة قالت عائشة فدخلت على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأخبرته فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ حبا و صححها و بارك لنا فى صاعها و مدّها و انقل حماها الى مهيعة و هى الجحفة و فى هذا و قولها قبل أن يضرب علينا الحجاب اشعار بأن وعك أبى بكر و صاحبيه كان بعد بناء المسجد انتهى فأجاب اللّه لنبيه دعاءه فجعل هواءها صحيحا موافقا لامزجة الغرباء و نقل و باءها و حماها و عفونة هوائها الى جحفة و هى يومئذ كانت دار اليهود و لم يكن بها مسلم يقال كانت لا يدخلها أحد إلّا حمّ و فى الصفوة كان المولود يولد بالجحفة فما يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى كذا فى الصحيحين و لهذا عدلوا الطريق الى رابغ* و عن عبد اللّه بن عمر أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قال رأيت امرأة و فى رواية كانّ امرأة ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت* و فى رواية حتى أقامت بمهيعة فأوّلتها ان و باء المدينة نقل الى مهيعة و هى الجحفة* و فى القاموس مهيعة كمرحلة و يقال مهيعة كمعيشة كلتاهما بالمثناة التحتية اسم للجحفة* و فى تشويق الساجد الجحفة بضم الجيم و اسكان الحاء قرية خربة تسمى مهيعة على نحو خمس مراحل من مكة و هى ميقات أهل الشأم و مصر و المغرب و هى بقرب رابغ بالغين المعجمة و محاذية له على يسار الذاهب الى مكة* و فى معجم ما استعجم بين الجحفة و البحر نحو ستة أميال و غدير خم على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة عن الطريق و هذا الغدير تصب فيه عين ماء و حوله شجر كثير ملتف و هى الغيضة التي تسمى خم و بغدير خم قال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لعلىّ من كنت مولاه فعلىّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و كان ذلك منصرفه من حجة الوداع‌

* اسلام سلمان الفارسى‌

و فى هذه السنة أسلم سلمان الفارسى و فى رواية فى جمادى الاولى منها روى أن سلمان كان رجلا فارسيا من أهل أصفهان من قرية يقال لها خبى و كان أبوه مجوسيا دهقان قريته و كان يحبه و كان يحبسه فى بيته كما تحبس الجارية فى بيتها فوّض إليه أمرا يقاد النار و تعهدها و كانت لابيه ضيعة عظيمة فشغل يوما فى بنيان له عن أمر الضيعة و أرسل سلمان إليها فأمره فيها ببعض ما يريد فخرج سلمان يريد الضيعة فمرّ بكنيسة من كنائس النصارى فسمع أصواتهم فيها و هم يصلون فدخل عليهم ينظر ما يصنعون فلما رآهم أعجبته صلاتهم و رغب فى أمرهم فقال هذا و اللّه خير من الذي نحن عليه فمكث عندهم حتى غربت الشمس و ترك ضيعة أبيه فسألهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشأم ثم رجع الى أبيه فسأله أبوه أين كنت يا بنى قال مررت بقوم يصلون فى كنيسة لهم أعجبنى ما رأيته من دينهم قال أى بنى ليس ذاك الدين خيرا من دينك و دين آبائك قال كلا و اللّه انه لخير من ديننا فخافه فجعل فى رجله قيدا ثم حبسه فى بيته فبعث سلمان دسيسا الى النصارى فقال لهم اذا قدم عليكم من الشام ركب تجار من النصارى فأخبرونى بهم فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروه بقدوم التجار و ارادتهم الرجوع الى الشأم فألقى سلمان الحديد من رجله ثم خرج معهم حتى قدم الشأم و سأل من أفضل أهل هذا الدين فقالوا الأسقف فى الكنيسة فجاء فأقام عنده فخدمه حتى مات و كان رجل سوء فلما مات هو نصبوا مكانه رجلا آخر فأقام سلمان عنده فلما حضرته الوفاة أوصى به الى رجل بالموصل فلحق سلمان بصاحب الموصل فأقام عنده و خدمه و لما حضرته الوفاة أوصى به الى رجل من نصيبين فلحق سلمان بصاحب نصيبين و أقام عنده و خدمه و لما حضرته الوفاة أوصى به الى رجل بعمورية فلحق سلمان بصاحب عمورية و أقام عنده و اكتسب بها فحصل له بقرات و غنيمات فلما حضرته الوفاة استوصاه سلمان فقال له يا بنى و اللّه ما أعلم أحدا من الناس فيه خير و معرفة بهذا الدين آمرك أن تأتيه و لكن أظلك زمان نبىّ هو مبعوث بدين ابراهيم (عليه السلام) يخرج بأرض العرب يهاجر الى أرض بين حرّتين بينهما

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست