responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 350

يقولون أوّل من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون و كان عثمان رضيع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) توفى فى شعبان على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة و قبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خدّه و سماه السلف الصالح و عن عائشة أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قبل عثمان بن مظعون و هو ميت قالت فرأيت دموع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) تسيل على خدّ عثمان بن مظعون كذا فى الصفوة و يمكن الجمع بأن أوّل من دفن بالبقيع من الانصار أسعد بن زرارة و من المهاجرين عثمان بن مظعون*

ابتداء خدمة أنس‌

و فى هذه السنة كان ابتداء خدمة أنس لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى الوفاء كانت الانصار يتقرّبون الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالهدايا رجالهم و نساؤهم و كانت أمّ سليم تتأسف على ذلك و ما كان لها شي‌ء فجاءت بابنها أنس و قالت يخدمك أنس يا رسول اللّه قال نعم و الذي فى الصحيح عن أنس قال قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة ليس له خادم و أخذ أبو طلحة بيدى فانطلق بى الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال يا رسول اللّه ان أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته عشر سنين الحديث و قد يجمع بأنّ أمّ سليم جاءت به أوّلا و انطلق به ابو طلحة ثانيا لانه وليه و عصبته و هذا غير مجيئه به لخدمته فى غزوة خيبر كما يفهمه لفظ الحديث*

الزيادة فى صلاة الحضر

و فى هذه السنة بعد شهر من مقدمه (صلى اللّه عليه و سلم) لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الاوّل و فى سيرة مغلطاى من ربيع الآخر قال الدولابى يوم الثلاثاء و قال السهيلى بعد الهجرة بعام أو نحوه زيد فى صلاة الحضر ركعتان ركعتان و تركت صلاة الفجر لطول القراءة فيها و صلاة المغرب لانها وتر النهار و أقرت صلاة السفر و تركت على الفريضة الاولى* و فى سيرة مغلطاى و كانت الصلاة قبل الاسراء صلاة قبل طلوع الشمس و صلاة قبل غروبها انتهى و قيل انما فرضت أربعا ثم خففت عن المسافر و يدل عليه حديث ان اللّه وضع عن المسافر شطر الصلاة و قيل انما فرضت فى الحضر أربعا و فى السفر ركعتين و هو قول ابن عباس قال فرض اللّه الصلاة على لسان نبيكم فى الحضر أربعا و فى السفر ركعتين رواه مسلم و غيره كذا فى المواهب اللدنية و فى الوفاء الذي عليه الاكثرون ان الصلاة نزلت بتمامها من بدء الامر و اللّه أعلم*

وعك أبى بكر و الصحابة

و فى هذه السنة وعك ابو بكر و غيره من الصحابة* فى المواهب اللدنية أورد وعك أبى بكر قبل بناء المسجد روى ان هواء المدينة كان عفنا و خما يكون فيها الوباء و كانت مشهورة بالوباء فى الجاهلية فاذا دخلها غريب فى الجاهلية يقال له ان أردت أن تسلم من الوعك و الوباء فانهق نهق الحمار فاذا فعل سلم فاستوخم المهاجرون هواء المدينة و لم يوافق أمزجتهم فمرض كثير من الغرباء و ضعفوا حتى لم يقدروا على الصلاة قياما و كان المشركون و المنافقون يقولون أضناهم حمى يثرب* و فى سنن النسائى و سيرة ابن هشام ان الصدّيق لما قدم المدينة أخذته الحمى و عامر بن فهيرة و بلالا قالت عائشة فدخلت عليهم و هم فى بيت واحد قبل أن يضرب علينا الحجاب فقلت يا أبت كيف أصبحت فقال* كل امرئ مصبح فى أهله* و الموت أدنى من شراك نعله* ففلت إنا للّه ان أبى ليهذى فقلت لعامر كيف تجدك فقال* لقد وجدت الموت قبل ذوقه* و المرء يأتى موته من فوقه* و فى رواية ان الجبان موته من فوقه* كل امرئ مجاهد بطوقه* كالثور يحمى أنفه بروقه* الطوق الطاقة و الروق القرن قالت فقلت هذا و اللّه لا يدرى ما يقول ثم قلت لبلال كيف أصبحت و كان بلال اذا أقلع عنه يرفع عقيرته و يقول‌

ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة* * * بواد و حولى اذخر و جليل‌

و هل أردن يوما مياه مجنة* * * و هل يبدون لى شامة و طفيل‌

ثم يقول اللهم العن عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أمية بن خلف كما أخرجونا الى أرض الوباء المراد بالوادى وادى مكة و فى رواية بفخ بتشديد الخاء المعجمة واد بمكة و مجنة سوق بأسفل مكة و جليل نبت‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست