responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 319

يدك فبسط يده فبايعوه قال عاصم بن عمرو و اللّه ما قال العباس ذلك الا ليشدّ العقد لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى أعناقهم و قال عبد اللّه بن أبى بكر و اللّه ما قال العباس ذلك الا ليؤخر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد اللّه بن أبى بن سلول فيكون أقوى لامر القوم فاللّه أعلم أىّ ذلك كان فبنو النجار يزعمون أنّ أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أوّل من ضرب على يده و بنو عبد الاشهل يقولون بل ابو الهيثم ابن التيهان قال كعب بن مالك أوّل من ضرب على يدى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) البراء بن معرور ثم تتابع القوم قال كعب فلما بايعنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط يا أهل الجباجب هل لكم فى مذمم و الصباة معه قد جمعوا على حربكم فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) هذا أزب العقبة و فى رواية ابن أزب العقبة لأفرغنّ لك أى عدوّ اللّه ارجعوا الى رحالكم نصركم اللّه فقال له العباس بن عبادة بن نضلة و الذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلنّ غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لم نؤمر بذلك و لكن ارجعوا الى رحالكم فرجعنا الى مضاجعنا فنمنا عليها فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا فى منازلنا فقالوا يا معشر الخزرج انا قد بلغنا انكم جئتم الى صاحبنا هذا فتستخرجونه من بين أظهرنا و تبايعون على حربنا و اللّه ما من حىّ من العرب أبغض إلينا ان تنشب الحرب بيننا و بينهم منكم قال فانبعث من هناك من مشركى قومنا يحلفون لهم باللّه ما كان من هذا شي‌ء و ما علمناه و قد صدقوا لم يعلموا ثم انّ قريشا أتوا عبد اللّه بن أبى بن سلول فذكروا له ما قد سمعوا من أصحابه فقال و ما كان قومى ليتفوّتوا علىّ بمثل هذا و ما علمته ثم انهم قالوا لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أ تخرج معنا قال ما أمرت به قال رزين و قد قيل وقع بين قريش و الانصار كلام فى سبب خروج النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) معهم ثم ألقى الرعب فى قلوب قريش فقالوا ليس يخرج معكم الا فى بعض أشهر السنة و لا تتحدّث العرب بأنكم غلبتمونا فقالت الانصار الامر فى ذلك لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و نحن سامعون لامره فأنزل اللّه على رسوله و ان يريدوا أن يخدعوك فانّ حسبك اللّه أى ان كان كفار قريش يريدون المكر بك فسيمكر اللّه بهم فانصرفت الانصار الى المدينة* و فى سيرة ابن هشام قال و نفر الناس من منى فتفتش القوم الخبر فوجدوه قد كان قال ابن اسحاق و خرجوا فى طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة بأذاخر و المنذر بن عمر و أخا بنى ساعدة ابن كعب بن الخزرج و كلاهما كان نقيبا و قيل انّ قريشا بدا لهم فخرجوا فى آثارهم فأدركوا منهم رجلين كانا تخلفا فى أمر فردّوهما الى مكة المنذر و العباس بن عبادة فأدركهما جبير بن مطعم و الحارث ابن أمية فخلصاهما فلحقا بأصحابهما و فى رواية انّ الرجلين هما المنذر و سعد بن عبادة فأمّا المنذر فأعجز القوم و نجا و أمّا سعد فأخذوه و ربطوا يديه الى عنقه بشسع رحله ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه و يجذبونه بجمته و كان ذا شعر كثير ثم خلصه منهم جبير بن مطعم و الحارث بن أمية لانه كان يجير لهما تجارتهما و يمنعهم أن يظلموا ببلده*

هجرة أبى بكر الى الحبشة

و فى هذه السنة هاجر أبو بكر الى الحبشة روى أنه لما ابتلى المسلمون و كثر ايذاء المشركين و اضرارهم استأذن ابو بكر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و خرج نحو أرض الحبشة و لما بلغ برك الغماد لقى ابن الدغنة اسمه ربيعة و هو سيد القارة قال أبن تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجنى قومى فأريد أن أسيح فى الارض فأعبد ربى فقال ابن الدغنة فانّ مثلك يا أبا بكر لا يخرج فانك تكسب المعدوم و تصل الرحم و تحمل الكل و تقرى الضيف و تعين على نوائب الحق فأنا لك جار ارجع فاعبد ربك ببلدك فرجع أبو بكر فى جوار ابن الدغنة و مكث بمكة يعبد ربه فى داره و يصلى فيها و يقرأ ما يشاء و لا يستعلن بصلاة و لا يقرأ فى غير داره ثم بدا له فبنى مسجدا بفناء داره و كان يصلى فيه و يقرأ القرآن فتنقذف عليه نساء المشركين و أبناؤهم يعجبون منه و ينظرون إليه و كان‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست