responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 318

و ليس معه غيره و هو يومئذ على دين قومه الا أنه يحب أن يحضر أمر ابن أخيه و يوثق له فلما جلس و اجتمعوا له كان أوّل من تكلم العباس فقال يا معشر الخزرج و كانت الاوس و الخزرج تدعى الخزرج قد دعوتم محمدا الى ما دعوتموه و محمد من أعز الناس فى عشيرته يمنعه و اللّه من كان على قوله و من لم يكن كذلك منعه للحسب و الشرف و قد أبى محمد الناس كلهم غيركم* و فى وفاء الوفاء و قد أبى الا الانحياز إليكم فان كنتم أهل قوّة و جلد و نظر بالحرب و استقلال بعداوة العرب قاطبة فانها سترميكم عن قوس واحدة فارتئوا رأيكم و ائتمروا أمركم فلا تفرّقوا الا عن اجتماع فانّ أحسن الحديث أصدقه و أخرى صفوا لى الحرب كيف تقاتلون عدوّكم فأسكت القوم و تكلم عبد اللّه بن عمرو بن حزام فقال نحن و اللّه أهل الحرب غذينا بها و مرّينا و ورثناها عن آبائنا كابرا عن كابر نرمى بالنسل حتى تفنى ثم نطاعن بالرماح حتى تكسر ثم نمشى بالسيوف فنضرب بها حتى يموت الاعجل منا أو من عدوّنا فقال العباس هل فيكم دروع قالوا نعم شاملة و قال البراء بن معرور قد سمعنا ما قلت و اللّه لو كان فى أنفسنا غير ما ننطق به لقلناه و لكن نريد الوفاء و الصدق و يذل المهج و أنفسنا دون رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و عن الشعبى قال انطلق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالعباس الى السبعين عند العقبة تحت الشجرة فقال العباس ليتكلم متكلمكم و لا يطيل الخطبة فانّ عليكم من المشركين عينا و ان يعلموا بكم فيفضحوكم فقال قائلهم و هو أسعد يا محمد سل لربك ما شئت ثم سل لنفسك و أصحابك ما شئت ثم أخبرنا مالنا من الثواب على اللّه اذا فعلنا ذلك فقال أسألكم لربى أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا و أسألكم لنفسى و لاصحابى أن تؤوونا و تنصرونا و تمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم قالوا فما لنا اذا فعلنا ذلك قال الجنة قالوا فلك ذلك* و فى المنتقى تكلم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فتلا القرآن و دعا الى اللّه و رغب فى الاسلام ثم قال أبايعكم أو قال بايعونى قالوا على أىّ شي‌ء نبايعك يا رسول اللّه قال بايعونى على السمع و الطاعة فى النشاط و الكسل و النفقة فى العسر و اليسر و على الامر بالمعروف و النهى عن المنكر و أن تقولوا فى اللّه و لا تخافوا لومة لائم و على أن تمنعونى مما تمنعون منه أنفسكم و أبناءكم و أزواجكم فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال و الذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه العزيز فينا فبايعوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و العباس آخذ بيد رسول اللّه يؤكد له البيعة على الانصار و قالوا فنحن و اللّه أهل الحرب و الحلقة ورثناها كابرا عن كابر فعرض فى الحديث أبو الهيثم بن التيهان فقال يا رسول اللّه انّ بيننا و بين الناس يعنى اليهود حبالا و انا قاطعوها فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك اللّه أن ترجع الى قومك و تدعنا فتبسم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ثم قال بل الدم الدم و الهدم الهدم و فى رواية المحيا محياكم و الممات مماتكم أنتم منى و أنا منكم أحارب من حاربتم و أسالم من سالمتم و قال أخرجوا منكم اثنى عشر رجلا نقيبا يكونون على قومهم فأخرجوا اثنى عشر نقيبا تسعة من الخزرج و ثلاثة من الاوس و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) للنقباء أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء كفالة الحواريين لعيسى ابن مريم قالوا نعم روى عن عاصم بن عمرو بن قتادة انّ القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال العباس ابن عبادة بن نضلة الانصارى يا معشر الخزرج هل تدرون على ما تبايعون هذا الرجل قالوا نعم قال انكم تبايعونه على حرب الاسود و الاحمر من الناس فان كنتم ترون أنكم اذا نهكت أموالكم مصيبة و أشرافكم قتل أسلمتموه فمن الآن و هو و اللّه خزى الدنيا و الآخرة ان فعلتم و ان كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهك الاموال و قتل الاشراف فخذوه فهو و اللّه خير الدنيا و الآخرة قالوا فانا نأخذه على مصيبة الاموال و قتل الاشراف فما لنا بذلك يا رسول اللّه ان نحن و فينا قال الجنة قالوا ابسط

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست