responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 285

(صلى اللّه عليه و سلم) رمى الشياطين بالشهب بعد عشرين يوما من المبعث) عن ابن عباس قال لما بعث اللّه محمدا (صلى اللّه عليه و سلم) دحر الشياطين و رموا بالكواكب و كانوا قبل يستمعون لكل قبيلة من الجن مقعد يستمعون فيه و قال ابليس هذا أمر حدث فى الارض ائتونى من كل أرض بتربة فكان يؤتى بالتربة فيشمها و يلقيها حتى أتى بتربة تهامة فشمها و قال هاهنا الحدث* و فى المنتقى أوّل من فزع لذلك أهل الطائف فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له ابل أو غنم كل يوم حتى كادت أن تذهب أموالهم ثم تناهوا و قال بعضهم لبعض أ لا ترون معالم السماء كما هى لا يذهب منها بشي‌ء* و فى المدارك الجمهور على انّ ذلك لم يكن قبل مبعث محمد (صلى اللّه عليه و سلم) و قيل كان فى الجاهلية و لكن الشياطين كانت تسترق فى بعض الاوقات فمنعوا من الاستراق أصلا بعد مبعث النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و سيجي‌ء فى حوادث السنة العاشرة من النبوّة*

انفصام طاق كسرى‌

و من حوادث مبعثه (صلى اللّه عليه و سلم) ما روى انه لما بعث اللّه نبيه (صلى اللّه عليه و سلم) أصبح كسرى برويز ذات غداة و قد انفصمت طاق ملكه من وسطها فلما رأى ذلك أحزنه و قال شاهى بشكست يقول الملك انكسر ثم دعا كهانة و سحرته و منجميه و قال انظروا فى ذلك الامر فنظروا ثم قالوا ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق و المغرب و تخصب منه الارض كأفضل ما أخصبت من ملك كان قبله* و فى دلائل النبوّة و شواهد النبوّة ان كسرى كان بنى على الدجلة بناء عظيما و أنفق فى عمارته مالا كثيرا فأصبح يوما فرأى ايوانه قد انصدع و خرب الماء البنيان و كان له ثلاثمائة و ستون رجلا من الحزاة العلماء و من الكهنة و السحرة و المنجمين و كان فيهم رجل من العرب اسمه السائب بعث به إليه باذان من اليمن و كان يعتاف اعتياف العرب قلما تخطئ أحكامه فجمعهم كسرى و قال لهم انكسر ايوانى و خرب الماء بنيانى على دجلة من غير سبب ظاهر فانظروا فيه فخرجوا من عند كسرى لينظروا فى ذلك الامر فوجدوا طرق الكهانة و السحر و النجوم مسدودة عليهم فبات السائب فى ليلة ظلماء على ربوة من الارض يرمق برقا نشأ من أرض الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق فلما أصبح رأى ما تحت قدميه فاذا هى خضراء فقال فيما يعتاف لئن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق و تخصب عنه الارض كأفضل ما أخصبت عن ملك كان قبله فلما اجتمع الحزاة قال بعضهم لبعض و اللّه ما حال بينكم و بين علمكم الا أمر جاء من السماء و انه لنبى بعث أو هو سيبعث من الحجاز يسلب ملك كسرى و يبلغ سلطانه المشرق و لئن نعيتم الى كسرى ملكه ليقتلنكم فأقيموا بينكم أمرا تقولونه فجاءوا كسرى فقالوا له انا قد نظرنا فى هذا فوجدنا حسابك الذين وضعت على حسابهم طاق ملكك قد أخطئوا فوضعوه على النحوس و انا سنحسب لك حسابا تضع عليه بنيانك فلا يزول قال فاحسبوا فحسبوا ثم قالوا له ابنه فبنى فعمل فى دجلة ثمانية أشهر و أنفق فيها من الاموال ما لا يدرى ما هو فلما تمّ البنيان قال لهم اجلس على سورها قالوا نعم فعمل مأدبة و اجتمع أمراؤه و أركان دولته فأمر بالبسط و الفرش و الرياحين فوضعت عليها فبينما هم هناك انتسفت دجلة البنيان من تحته و غرق الناس و ما فيه فلم يستخرج كسرى الا بآخر رمق فلما أخرج تغيظ لهم و غضب على الحزاة و قتل منهم قريبا من مائة و قال تلعبون بى و قال الباقون أيها الملك أخطأنا كما أخطأ الذين من قبلنا و لكن نحسب لك حسابا حتى تضعه على الوفاق من السعود قال انظروا فحسبوا له ثم قالوا له ابنه فبنى و أنفق من الاموال ما لا يدرى ما هو ثمانية أشهر فلما تمّ قال لهم أخرج فاقعد قالوا نعم فركب برذونا و خرج فبينا هو يسير عليها اذ انتسفت دجلة البنيان فلم يدرك كسرى الا بآخر رمق فدعاهم فقال و اللّه لآمرن على آخركم و لا نزعن أكتافكم و لأطرحنكم بين أيدى الفيلة أو لتصدقنى ما هذا الامر الذي تلقون علىّ قالوا نكذبك أيها الملك حين خرجنا من عندك لننظر فى علمنا فوجدنا

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست