responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 258

و أنا أحب أن تحضروه كلكم و لا يتخلف منكم صغير و لا كبير و لا حر و لا عبد فانّ هذا شي‌ء تكرموننى به فقال رجل ان لك لشأنا يا بحيرا ما كنت تصنع بنا هذا قبل فما شأنك اليوم فقال انى أحببت أن أكرمكم فلكم حق علىّ فاجتمعوا إليه و تخلف رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من بين القوم فى رحالهم تحت الشجرة لحداثة سنه اذ ليس فى القوم أصغر منه فلما نظر بحيرا الى القوم و لم ير الصفة التي يعرفها و يجدها عنده و جعل ينظر فلا يرى الغمامة على أحد من القوم و يراها متخلفة فوق الشجرة على رأس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال يا معشر قريش فلا يتخلفن أحد منكم عن طعامى قالوا ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنا فى الرحال فقال ادعوه فليحضر طعامى فما أقبح أن تحضروا و يتخلف رجل واحد منكم مع انى أراه من أنفسكم فقال القوم هو و اللّه من أوسطنا نسبا و هو ابن أخى هذا الرجل يعنون أبا طالب و هو من ولد عبد المطلب فقام الحارث بن عبد المطلب فقال و اللّه ان كان من اللؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا ثم احتضنه الحارث و أقبل به حتى أجلسه على الطعام و الغمامة تسير على رأسه و جعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا و ينظر الى أشياء فى جسده قد كان يجدها عنده فى صفته فلما تفرّقوا عن الطعام قام إليه الراهب فقال يا غلام أسألك بحق اللات و العزى الا أخبرتنى عما أسألك فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لا تسألنى باللات و العزى فو اللّه ما أبغضت شيئا بغضهما قال باللّه الا أخبرتنى عما أسألك عنه قال سلنى عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه فجعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يخبره فيوافق ذلك ما عنده ثم جعل ينظر بين عينيه ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوّة بين كتفيه على الصفة التي عنده فقبل موضع الخاتم قالت قريش ان لمحمد عند الراهب لقدرا و جعل أبو طالب يخاف على ابن أخيه لما يرى من الراهب قال الراهب لابي طالب ما هذا الغلام منك قال ابنى قال ما هو ابنك و ما ينبغى لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال ابن أخى قال فما فعل أبوه قال هلك و أمّه حبلى قال فما فعلت أمّه قال توفيت قريبا قال صدقت ارجع بابن أخيك الى بلده و احذر عليه اليهود فو اللّه لئن رأوه و عرفوا منه ما أعرف ليقصدنّ قتله فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده فى كتبنا و ما روينا عن آبائنا و اعلم انى قد أدّيت إليك النصيحة فلما فرغوا من تجارتهم خرج به سريعا و كان رجال من اليهود قد رأوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و عرفوا صفته فأرادوا أن يغتالوه فذهبوا الى بحيرا فذاكروه أمره فنهاهم أشد النهى و قال لهم أ تجدون صفته قالوا نعم قال فما لكم إليه سبيل فصدّقوه و تركوه و رجع أبو طالب الى مكة سالما فما خرج به سفرا بعد ذلك خوفا عليه كذا فى المنتقى* و فى المشكاة عن أبى موسى قال خرج أبو طالب الى الشام و خرج معه النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فى أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم و هبط إليهم الراهب و كانوا قبل ذلك يمرّون به فلا يخرج إليهم قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه رحمة للعالمين فقال له أشياخ قريش ما علمك فقال انكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر و لا حجر الا خرّ ساجدا و لا يسجدان الا لنبىّ و انى أعرفه بخاتم النبوّة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع و صنع لهم طعاما فلما أتاهم به و كان هو فى رعية الابل فقال ارسلوا إليه فأقبل و عليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوا الى في‌ء شجرة فلما جلس مال في‌ء الشجرة عليه فقال انظروا الى في‌ء الشجرة مال عليه فقال أنشدكم باللّه أيكم وليه قالوا ابو طالب فلم يزل يناشده حتى ردّه أبو طالب و بعث معه أبو بكر بلالا و زوّده الراهب من الكعك و الزيت رواه الترمذى* و فى حياة الحيوان قال الحافظ الدمياطى و فى الحديث و هم فى قوله بعث‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست