responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني    الجزء : 1  صفحة : 90

البغية و المرام، فرحم اللّه امرأ اتخذ ليالى شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على من فى قلبه مرض و أعيا داء [1].

و لقد أطنب ابن الحاج‌ [2] فى «المدخل» فى الإنكار على ما أحدثه الناس من البدع و الأهواء و الغناء بالآلات المحرمة عند عمل المولد الشريف، فاللّه يثيبه على قصده الجليل، و يسلك بنا سبيل السنة، فإنه حسبنا و نعم الوكيل.

و قد ذكروا أنه لما ولد- صلى اللّه عليه و سلم-، قيل: من يكفل هذه الدرة اليتيمة، التي لا يوجد لمثلها قيمة؟ قالت الطيور: نحن نكفله و نغنم خدمته العظيمة، قالت الوحوش: نحن أولى بذلك ننال شرفه و تعظيمه، فنادى لسان القدرة: أن يا جميع المخلوقات: إن اللّه تعالى قد كتب فى سابق حكمته القديمة أن نبيه الكريم يكون رضيعا لحليمة الحليمة.

قالت حليمة: فيما رواه ابن إسحاق و ابن راهواه و أبو يعلى و الطبرانى و البيهقي و أبو نعيم: قدمت مكة فى نسوة من بنى سعد بن بكر، نلتمس الرضعاء [3] فى سنة شهباء [4]، فقدمت على أتان‌ [5] لى و معى صبى لنا و شارف لنا [6]، و اللّه ما تبض بقطرة، و ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك، لا يجد فى ثديى ما يغنيه، و لا فى شارفنا ما يغذيه.

فقدمنا مكة، فو اللّه ما علمت منا امرأة إلا و قد عرض عليها رسول اللّه‌


[1] قلت: لو كان هذا خيرا كما يقول لسبقنا إليه خير هذه الأمة أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-، و من اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، الذين كانوا يسارعون فى الخيرات، ثم إن إثبات هذا الفعل يكون بدليل و لا يوجد، و عامة انظر ما كتبه ابن الحاج فى «المدخل» (2/ 3- 33) الذي أشار إليه المصنف بعد قليل.

[2] هو: الإمام العالم العامل، أبو عبد اللّه، محمد بن محمد بن محمد العبدرى الفاسى المالكى الشهير بابن الحاج، فقيه، له تاليف نافعة من أجلها كتابه المعروف «بالمدخل» توفى بالقاهرة سنة (737 ه).

[3] الرضعاء: جمع رضيع، و هو الطفل فى سن الرضاعة.

[4] سنة شهباء: يعنى سنة القحط و الجدب، لأن الأرض تكون فيها بيضاء.

[5] الأتان: الأنثى من الحمير.

[6] الشارف: الناقة المسنة.

اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست