أى أزواجه- صلى اللّه عليه و سلم- أمهات المؤمنين، سواء من مات عنها أو ماتت عنه و هى تحته. و ذلك فى تحريم نكاحهن، و وجوب احترامهن، لا فى نظر و خلوة.
و لا يقال بناتهن أخوات المؤمنين، و لا آباؤهن و أمهاتهن أجداد و جدات، و لا إخوانهن و لا أخواتهن أخوال و خالات. قال البغوى: كن أمهات المؤمنين دون النساء، روى ذلك عن عائشة- رضى اللّه عنها- و لفظها- كما فى البيضاوى-:
«لسنا أمهات النساء» و هو جار على الصحيح عند أصحابنا و غيرهم من أهل الأصول: أن النساء لا يدخلن فى خطاب الرجال. قال: و كان- صلى اللّه عليه و سلم- أبا للرجال و النساء. و يجوز أن يقال أبو المؤمنين فى الحرمة. و فضلت زوجاته صلى اللّه عليه و سلم- على النساء، و ثوابهن و عقابهن مضاعفان، و لا يحل سؤالهن إلا من وراء حجاب. و أفضلهن خديجة و عائشة- رضى اللّه عنهما-، و فى أفضلهما خلاف يأتى تحقيقه- إن شاء اللّه تعالى- قريبا.
و اختلف فى عدة أزواجه- صلى اللّه عليه و سلم- و ترتيبهن، و عدة من مات منهن قبله، و من مات عنهن و من دخل بها و من لم يدخل بها، و من خطبها و لم ينكحها، و من عرضت نفسها عليه.
و المتفق عليه: أنهن إحدى عشرة امرأة، ست من قريش:
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤيّ.