اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 303
فربط بأمره- صلى اللّه عليه و سلم- بسارية من سوارى المسجد، ثم انطلق بأمره صلى اللّه عليه و سلم-، فاغتسل و أسلم و قال: يا محمد، و اللّه ما كان على الأرض وجه أبغض إلى من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى، و اللّه ما كان من دين أبغض إلى من دينك فأصبح دينك أحب الأديان كلها إلى، و اللّه ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلى.
و إن خيلك أخذتنى و أنا أريد العمرة فما ذا ترى؟ فبشره النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-، و أمره أن يعتمر.
فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا، و لكن أسلمت مع رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-، و لا و اللّه لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- [1]. ذكر قصته البخاري.
ثم غزوة بنى لحيان- بكسر اللام و فتحها، لغتان- فى ربيع الأول سنة ست من الهجرة. و ذكرها ابن إسحاق فى جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من قريظة. قال ابن حزم: الصحيح أنها فى الخامسة.
قالوا: وجد رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- على عاصم بن ثابت و أصحابه وجدا شديدا، فأظهر أنه يريد الشام، و عسكر فى مائتى رجل و معهم عشرون فرسا.
و استخلف على المدينة عبد اللّه بن أم مكتوم.
ثم أسرع السير حتى انتهى إلى غران- واد بين أمج و عسفان، و بينها و بين عسفان خمسة أميال- حيث كان مصاب أصحابه أهل الرجيع الذين قتلوا ببئر معونة، فترحم عليهم و دعا لهم.
[1] صحيح: أخرجه البخاري (4372) فى المغازى، باب: وفد بنى حنيفة و حديث ثمامة بن أثال، و مسلم (1764) فى الجهاد و السير، باب: ربط الأسير و حبسه و جواز المن عليه، من حديث أبى هريرة- رضى اللّه عنه-.
[2] انظر هذه الغزوة فى «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 281 و 289)، و ابن سعد فى «طبقاته» (2/ 80- 84)، و ابن كثير فى «البداية و النهاية» (3/ 286- 296).
اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 303