اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 302
ثيابه فيها خير من هذه، لأن المنديل أدنى الثياب، لأنه معد للوسخ و الامتهان، فغيره أفضل. انتهى.
و أخرج ابن سعد و أبو نعيم، من طريق محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حسنة قال: قبض إنسان يومئذ بيده من تراب قبره قبضة فذهب بها، ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هى مسك، فقال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-:
«سبحان اللّه، سبحان اللّه»، حتى عرف ذلك فى وجهه، فقال: «الحمد للّه، لو كان أحد ناجيا من ضمة القبر لنجا منها سعد، ضم ضمة ثم فرج اللّه عنه» [1].
و أخرج ابن سعد عن أبى سعيد الخدرى قال: كنت ممن حفر لسعد قبره، فكان يفوح علينا المسك كلما حفرناه [2].
قال الحافظ مغلطاى و غيره: و فى هذه السنة فرض الحج. و قيل: سنة ست و صححه غير واحد، و هو قول الجمهور.
و قيل: سنة سبع، و قيل: سنة ثمان و رجحه جماعة من العلماء.
و سيأتى البحث فى ذلك- إن شاء اللّه تعالى- فى ذكر وفد عبد القيس فى المقصد الثانى، و فى ذكر حجه- عليه الصلاة و السلام- من مقصد عباداته.
ثم سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء، بطن من بنى بكر بن كلاب و هم ينزلون بناحية ضربة بالبكرات، و بين ضربة و المدينة سبع ليال. لعشر ليال خلون من المحرم سنة ست على رأس تسعة و خمسين شهرا من الهجرة.
بعثه فى ثلاثين راكبا، فلما أغار عليهم هرب سائرهم.
و عند الدمياطى: فقتل نفرا منهم و هرب سائرهم. و استاق نعما و شاء، و قدم المدينة لليلة بقيت من المحرم و معه ثمامة بن أثال الحنفى أسيرا.
[1] أخرجه ابن سعد فى «طبقاته» (3/ 428)، و هو عند أحمد (6/ 55، 98) من حديث عائشة- رضى اللّه عنها-.