اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 279
فبعث- صلى اللّه عليه و سلم- بريدة بن الحصيب الأسلمى يعلم علم ذلك، فأتاهم و لقى الحارث بن أبى ضرار و كلمه، و رجع إلى رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-.
و خرج- صلى اللّه عليه و سلم- مسرعا فى بشر كثير من المنافقين، لم يخرجوا فى غزاة قط مثلها.
و استخلف على المدينة زيد بن حارثة. و قادوا الخيل، و كانت ثلاثين فرسا و خرجت عائشة و أم سلمة.
و بلغ الحارث و من معه مسيره7 فسىء بذلك هو و من معه، و خافوا خوفا شديدا، و تفرق عنهم من كان معهم من العرب.
و بلغ7 المريسيع، و صف أصحابه، و دفع راية المهاجرين إلى أبى بكر، و راية الأنصار إلى سعد بن عبادة، فتراموا بالنبل ساعة ثم أمر7 أصحابه فحملوا حملة رجل واحد، و قتلوا عشرة و أسروا سائرهم، و سبوا النساء و الرجال و الذرية و النعم و الشاء. و لم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد، كذا ذكره ابن إسحاق.
و الذي فى صحيح البخاري من حديث ابن عمر يدل على أنه أغار عليهم على حين غفلة منهم فأوقع بهم و لفظه: «أغار على بنى المصطلق و هم غارون، و أنعامهم تستقى على الماء، فقتل مقاتلتهم و سبى ذراريهم و هم على الماء» [1].
فيحتمل أن يكون حين الإيقاع بهم ثبتوا قليلا، فلما كثر فيهم القتل انهزموا بأن يكونوا لما دهمهم و هم على الماء و تصافوا وقع القتال بين الطائفتين، ثم بعد ذلك وقعت الغلبة عليهم.
قيل و فى هذه الغزوة نزلت آية التيمم. و فى الصحيحين من حديث
[1] صحيح: أخرجه البخاري (2541) فى العتق، باب: من ملك من العرب رقيقا، و مسلم (1730) فى الجهاد و السير، باب: جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الإسلام من غير تقدم الإعلام بالإغارة.
اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 279