اسم الکتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء المؤلف : التميمي، أبو حاتم الجزء : 1 صفحة : 314
رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المسجد اضطبع [1] بردائه و أخرج عضده اليمنى و قال: «رحم اللّه امرأ أراهم [2] اليوم من نفسه قوة»! ثم استلم الركن فخب ثلاثا و مشى أربعا، و خب المسلمون معه، و استلم الركن، و هرول بين الصفا و المروة ليرى المشركون، أن به قوة، ثم حلق و نحر البدن، فكانت البدنة عن عشرة. و أقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بمكة ثلاثا، و تزوج ميمونة بها و هي حل و هو حرام [3]، فأتاه حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود في نفر من قريش قد وكلته بإخراج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من مكة و قالوا: إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا [4]! فخرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من مكة بالمسلمين و خلف أبا رافع مولاه على ميمونة حتى أتاه بها بسرف [5] فبنى بها و هما حلالان ثم رجع إلى المدينة [6].
ثم بعث [7](صلى اللّه عليه و سلم) بعد رجوعه من مكة بخمسين رجلا [8] ابن [9] أبي العوجاء السلمي في سرية إلى بني سليم [10] فلقيهم بنو [11] سليم على حرة فأصيب أصحابه، و نجا هو بنفسه فقدم المدينة [12].
[4] من السيرة، و في ف «و أخرج» و زيد بعده في السيرة «.. فقال النبي (صلى اللّه عليه و سلم): و ما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، و صنعنا لكم طعاما فحضرتموه، قالوا: لا حاجة لنا في طعامك فأخرج عنا».
[5] هو بكسر راء موضع من مكة بعشرة أميال- مجمع بحار الأنوار.
[6] زيد في السيرة «قال ابن هشام: فأنزل اللّه عز و جل عليه فيما حدثني أبو عبيدة لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً يعني خيبر».
[7] كذا، و في الطبري «و فيها كانت غزوة ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم في ذي القعدة بعثه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بعد ما رجع من مكة في خمسين رجلا».
[8] التصحيح من الطبري 3/ 101 و المغازي للواقدي 2/ 741، و وقع في ف «يوما» مصحفا.