اسم الکتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء المؤلف : التميمي، أبو حاتم الجزء : 1 صفحة : 313
ثم أراد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن يعتمر في ذي القعدة عمرة القضاء [1] لما فاتهم من العام الأول من عمرة الحديبية و عزم [2] أن ينكح ميمونة فبعث أبا رافع و رجلا من الأنصار من المدينة إلى ميمونة ليخطبها له ثم أحرم و ساق سبعين بدنة في سبعمائة رجل، و استعمل على المدينة [3] ناجية بن جندب الأسلمي [3]، و تحدثت قريش أن محمدا و أصحابه في عسر و جهد و حاجة، فقدم (صلى اللّه عليه و سلم) مكة و عبد اللّه بن رواحة أخذ بخطام ناقته [يقول] [4]:
خلوا بني [5]الكفار عن سبيله* * * خلوا فكل [6] الخير في رسوله
يا رب إني مؤمن بقيله [7]* * * أعرف حق اللّه في قبوله
نحن قتلناكم على تأويله* * * كما قتلناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله* * * و يذهل الخليل عن خليله [8]
و اصطفت [9] قريش عند دار الندوة لينظروا إليه و إلى أصحابه، فلما دخل
[1] و في الروض و يقال عمرة القصاص، و هذا الاسم أولى بها لقوله تعالى الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ.
(3- 3) كذا في ف، و في السيرة «قال ابن هشام: و استعمل على المدينة عويف بن الأضبط الديلي».
و في الإصابة «قال ابن الكلبي: أسلم عام الحديبية، و قال غيره: كان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) استخلفه على المدينة في عمرة الحديبية، و حكى البلاذري ذلك قال و قيل: أبو ذر، و قال ابن ماكولا: استخلفه لما اعتمر عمرة القضية، قال و يقال فيه: عوث- بمثلثة بدل الفاء- اه».
[8] في السيرة «قال ابن هشام: نحن قتلناكم على تأويله- إلى آخر الأبيات لعمار بن ياسر في غير هذا اليوم، و الدليل على ذلك أن ابن رواحة إنما أراد المشركين و المشركون لم يقروا بالتنزيل، و إنما يقتل على التأويل من أقر بالتنزيل».
[9] و في السيرة «عن ابن عباس قال: صفوا له عند دار الندوة ...».
اسم الکتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء المؤلف : التميمي، أبو حاتم الجزء : 1 صفحة : 313