اسم الکتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء المؤلف : التميمي، أبو حاتم الجزء : 1 صفحة : 160
ضمضم بن عمرو [1] الغفاري فبعثه إلى مكة، و أمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم [2] إلى أموالهم و يخبرهم أن محمدا قد عرض لها، [3] فدخل ضمضم في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة مكة و هو يصرخ ببطن الوادي و قد جدع بعيره و حول رحله و شق قميصه و هو يقول: يا معشر قريش! اللطيمة! اللطيمة! قد عرض لها محمد [4] في أصحابه، لا أرى أن تدركوها [5][6] أو لا تدركوها [6]، الغوث! الغوث [7]! فتجهزت قريش سراعا، إما خارج و إما باعث [8] مكانه رجلا، و خرجت تريد العير.
و لما بلغ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الصفراء [9]- بينها و بين المدينة ثلاث ليال- بعث عدي بن أبي الزغباء [10] الجهني حليف بني النجار و بسبس [11] بن عمرو الجهني حليف بني ساعدة قدامه إلى مكة، فلما نزلا الوادي أناخ إلى تل قريب من الماء، ثم أخذا [12] شنا لهما [12] يستسقيان [13] فيه، و على الماء إذ ذاك مجدي بن عمرو الجهني، فسمع عدي و بسبس جاريتين من جواري جهينة و هما يتلازمان فقالت الملزومة لصاحبتها: إنما يأتي العير غدا أو بعد [غد] [14] فأعمل لهم و أقضيك [15]