responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 92

فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت، فقال: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) لك ليلة الخميس (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام) و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في الدار التي في أصل الصفا.

فأخذ عمر سيفه، فتوشحه، ثم انطلق حتى أتى الدار، فضرب الباب، فقام رجل ينظر من خلل الباب فرآه متوشحا السيف، فأخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و استجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر، فقال: و عمر، افتحوا له الباب، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له، و إن كان جاء يريد شرا قتلناه بسيفه، و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) داخل يوحى إليه فخرج إلى عمر حتى لقيه في الحجرة، فأخذ بمجامع ثوبه و حمائل السيف، ثم جبذه جبذة شديدة فقال: أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل اللّه بك من الخزي و النكال ما نزل بالوليد بن المغيرة؟ اللهم! هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، فقال عمر:

أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أنك رسول اللّه. و أسلم فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد [1].

كان عمر رضي اللّه عنه ذا شكيمة لا يرام، و قد أثار إسلامه ضجة بين المشركين بالذلة، و الهوان، و كسا المسلمين عز و شرفا و سرورا.

روى ابن إسحاق بسنده عن عمر قال: لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عداوة، قال: قلت: أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه فخرج إليّ، و قال: أهلا و سهلا، ما جاء بك؟ قال: جئت لأخبرك أني قد آمنت باللّه و رسوله محمد، و صدقت بما جاء به. قال: فضرب الباب في وجهي، و قال: قبحك اللّه، و قبح ما جئت به‌ [2].

و ذكر ابن الجوزي أن عمر رضي اللّه عنه قال: كان الرجل إذا أسلم تعلق به الرجال، فيضربونه و يضربهم، فجئت- أي حين أسلمت- إلى خالي- و هو العاصي بن هاشم- فأعلمته فدخل البيت، قال: و ذهبت إلى رجل من كبراء قريش- لعله أبو جهل- فأعلمته فدخل البيت‌ [3].


[1] تاريخ عمر بن الخطاب ص 7، 10، 11، مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه ص 102، 103، ابن هشام 1/ 343، 344، 345، 346.

[2] المصدر الأخير 1/ 349، 350.

[3] تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص 8.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست