responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 87

فكرة الطغاة في إعدام النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)

و بعد فشل قريش و خيبتهم في الوفادتين عادوا إلى ضراوتهم و تنكيلهم بأشد مما كان قبل ذلك، و خلال هذه الأيام نشأت في طغاتهم فكرة إعدامه (صلّى اللّه عليه و سلم) بطريق أخرى، و كانت هذه الفكرة و تلك الضراوة هي التي سببت في تقوية الإسلام ببطلين جليلين من أبطال مكة، و هما: حمزة بن عبد المطلب، و عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما.

فمن تلك الضراوة أن عتيبة بن أبي لهب أتى يوما إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: أنا أكفر ب «النجم إذا هوى» و «بالذي دنا فتدلى» ثم تسلط عليه بالأذى، و شق قميصه، و تفل في وجهه، إلا أن البزاق لم يقع عليه، و حينئذ دعا عليه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و قال: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك، و قد استجيب دعاؤه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقد خرج عتيبة مرة في نفر من قريش، حتى نزلوا في مكان من الشام يقال له الزرقاء، فطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أخي، هو و اللّه آكلي كما دعا محمد عليّ، قتلني و هو بمكة، و أنا بالشام، فغدا عليه الأسد من بين القوم و أخذ برأسه فذبحه‌ [1].

و منها ما ذكر أن عقبة بن أبي معيط وطئ على رقبته الشريفة و هو ساجد حتى كادت عيناه تبرزان‌ [2].

و مما يدل على أن طغاتهم كانوا يريدون قتله (صلّى اللّه عليه و سلم) ما رواه ابن إسحاق في حديث طويل، قال: قال أبو جهل:

يا معشر قريش إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، و شتم آبائنا، و تسفيه أحلامنا، و شتم آلهتنا، و إني أعاهد اللّه لأجلسن له بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فأسلموني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم، قالوا: و اللّه لا نسلمك لشي‌ء أبدا، فامض لما تريد.

فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجرا كما وصف، ثم جلس لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ينتظره، و غدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كما كان يغدو، فقام يصلي، و قد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم، ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل‌


[1] تفهيم القرآن 6/ 522، من الإستيعاب، و الإصابة، و دلائل النبوة، و الروض الأنف، و مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه النجدي ص 135.

[2] نفس المصدر الأخير، ص 113.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست