responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 56

جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة أشهر، و مدة النبوة ثلاث و عشرون سنة، فهذه الرؤيا جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة- فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته (صلّى اللّه عليه و سلم) بحراء شاء اللّه أن يفيض من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة، و أنزل إليه جبريل بآيات من القرآن‌ [1].

و بعد النظر و التأمل في القرائن و الدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الإثنين لإحدى و عشرين مضت من شهر رمضان ليلا، و يوافق 10 أغسطس سنة 610 م، و كان عمره (صلّى اللّه عليه و سلم) إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، و ستة أشهر، و 12 يوما، و ذلك نحو 39 سنة شمسية و ثلاثة أشهر و 12 يوما [2].


[1] قال ابن حجر: و حكى البيهقي أن مدة الرؤيا كانت ستة أشهر، و على هذا فابتداء النبوة بالرؤيا وقع في شهر مولده و هو ربيع الأول، بعد إكماله أربعين سنة، و ابتداء وحي اليقظة في رمضان (فتح الباري 1/ 27).

[2] اختلف المؤرخون اختلافا كبيرا في أول شهر أكرمه اللّه فيه بالنبوة، و إنزال الوحي، فذهبت طائفة كبيرة إلى أنه شهر ربيع الأول، و ذهبت طائفة أخرى إلى أنه رمضان، و قيل هو شهر رجب (انظر مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب النجدي ص 75) و رجحنا الثاني- أي أنه شهر رمضان- لقوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‌ [البقرة: 185] و لقوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر: 1] و معلوم أن ليلة القدر في رمضان، و هي المرادة بقوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ، إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ‌ [الدخان: 3] و لأن جواره (صلّى اللّه عليه و سلم) بحراء كان في رمضان، و كانت وقعة نزول جبريل فيهما كما هو معروف.

ثم اختلف القائلون ببدء نزول الوحي في رمضان في تحديد ذلك اليوم، فقيل: هو اليوم السابع، و قيل السابع عشر، و قيل الثامن عشر (انظر مختصر سيرة الرسول المذكور ص 75، و رحمة للعالمين 1/ 49) و قد أصر الخضري في محاضراته على أنه اليوم السابع عشر (محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية للخضري 1/ 69).

و إنما رجحنا أنه اليوم الحادي و العشرون مع أنا لم نر من قال به لأن أهل السيرة كلهم أو أكثرهم متفقون على أن مبعثه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان يوم الإثنين، و يؤيدهم ما رواه أئمة الحديث عن أبي قتادة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) سئل عن صوم يوم الإثنين، فقال: «فيه ولدت فيه أنزل علي، و في لفظ: ذاك يوم ولدت فيه و يوم بعثت أو أنزل عليّ فيه» (صحيح مسلم 1/ 368، أحمد 5/ 297، 299، البيهقي 4/ 286، 300، الحاكم 2/ 602) و يوم الإثنين في رمضان من تلك السنة لا يوافق إلا اليوم السابع، و الرابع عشر، و الحادي و العشرين، و الثامن و العشرين، و قد دلت الروايات الصحيحة أن ليلة القدر لا تقع إلا في وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان و أنها تنتقل فيما بين هذه الليالي، فإذا قارنا بين قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و بين رواية أبي قتادة أن مبعثه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان يوم الإثنين و بين حساب التقويم العلمي في وقوع يوم الإثنين في رمضان من تلك السنة تعين لنا أن مبعثه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان في اليوم الحادي و العشرين من رمضان ليلا.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست