و روى البخاري عن جابر بن عبد اللّه قال: لما بنيت الكعبة ذهب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و عباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم): اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة فخر إلى الأرض، و طمحت عيناه إلى السماء، ثم أفاق فقال: إزاري، إزاري، فشد عليه إزاره [1] و في رواية فما رؤيت له عورة بعد ذلك [2].
و كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يمتاز في قومه بخلال عذبة و أخلاق فاضلة، و شمائل كريمة فكان أفضل قومه مروءة، و أحسنهم خلقا، و أعزهم جوارا، و أعظمهم حلما، و أصدقهم حديثا، و ألينهم عريكة، و أعفهم نفسا، و أكرمهم خيرا، و أبرهم عملا، و أوفاهم عهدا، و آمنهم أمانة، حتى سماه قومه: الأمين؛ لما جمع فيه من الأحوال الصالحة و الخصال المرضية، و كان كما قالت أم المؤمنين خديجة رضي اللّه عنها: يحمل الكل، و يكسب المعدوم، و يقري الضيف و يعين على نوائب الحق [3].