responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 408

[2- صفحة تسابق الشعوب و القبائل إلى اعتناق الإسلام.]

الناس يدخلون في دين اللّه أفواجا

كانت غزوة فتح مكة- كما قلنا- معركة فاصلة، قضت على الوثنية قضاء باتا، عرفت العرب لأجلها الحق من الباطل، و زالت عنهم الشبهات، فتسارعوا إلى اعتناق الإسلام.

قال عمرو بن سلمة: كنا بماء ممر الناس، و كان يمر بنا الركبان فنسألهم: ما للناس؟ ما هذا الرجل؟- أي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)- فيقولون: يزعم أن اللّه أرسله، أوحى إليه. أوحى اللّه كذا، فكنت أحفظ ذاك الكلام، فكأنما يقرأ في صدري، و كانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه و قومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق. فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، و بدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم و اللّه من عند النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) حقا. فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، و صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، لا و ليؤمكم أكثركم قرآنا. الحديث‌ [1].

و هذا الحديث يدل على مدى أثر فتح مكة في تطوير الظروف، و تعزيز الإسلام، و تعيين الموقف للعرب، و استسلامهم للإسلام، و تأكد ذلك أي تأكد بعد غزوة تبوك، و لذلك نرى الوفود تقصد المدينة تترى في هذين العامين- التاسع و العاشر- و نرى الناس يدخلون في دين اللّه أفواجا، حتى إن الجيش الإسلامي الذي كان قوامه عشرة آلاف مقاتل في غزوة الفتح، إذا هو يزخر في ثلاثين ألف مقاتل في غزوة تبوك، قبل أن يمضي على فتح مكة عام كامل، ثم نرى في حجة الوداع بحرا من رجال الإسلام- مائة ألف من الناس أو مائة و أربعة و أربعون ألفا منهم- يموج حول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالتلبية و التكبير و التسبيح و التحميد تدوي له الآفاق، و ترتج له الأرجاء.

الوفود

و الوفود التي سردها أهل المغازي يزيد عددها على سبعين وفدا، و لا يمكن لنا استقصاؤها، و ليس كبير فائدة في بسط تفاصيلها، و إنما نذكر منها إجمالا ما له روعة أو


[1] صحيح البخاري 2/ 615، 616.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست