responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 369

الجيش الإسلامي يغادر مر الظهران إلى مكة

و في هذا الصباح- صباح يوم الأربعاء للسابع عشر من شهر رمضان سنة 8 ه- غادر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مر الظهران إلى مكة، و أمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود اللّه فيراها، ففعل، فمرت القبائل على راياتها، كلما مرت به قبيلة قال: يا عباس من هذه؟ فيقول:- مثلا- سليم، فيقول: ما لي و لسليم؟ ثم تمر به القبيلة فيقول: يا عباس من هؤلاء؟ فيقول: مزينة، فيقول: ما لي و لمزينة؟ حتى نفدت القبائل، ما تمر به قبيلة إلا سأل العباس عنها، فإذا أخبره قال: ما لي و لبني فلان؟

حتى مر به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون و الأنصار، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد، قال: سبحان اللّه يا عباس من هؤلاء؟ قال: هذا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في المهاجرين و الأنصار. قال: ما لأحد بهؤلاء قبل و لا طاقة. ثم قال: و اللّه يا أبا الفضل لقد أصبح ابن أخيك اليوم عظيما. قال العباس: يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال: فنعم إذن.

و كانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فلما مر بأبي سفيان قال له اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل اللّه قريشا. فلما حاذى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أبا سفيان قال: يا رسول اللّه أ لم تسمع ما قال سعد؟ قال: و ما قال؟ فقال: كذا كذا. فقال عثمان و عبد الرحمن بن عوف: يا رسول اللّه ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) «بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز اللّه فيه قريشا» ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، و دفعه إلى ابنه قيس، و رأى أن اللواء لم يخرج عن سعد. و قيل: بل دفعه إلى الزبير.

قريش تباغت زحف الجيش الإسلامي‌

و لما مر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بأبي سفيان قال له العباس: النجاء إلى قومك. فأسرع أبو سفيان حتى دخل مكة، و صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه زوجته هند بنت عتبة، فأخذت بشاربه فقالت: اقتلوا الحميت الدسم الأخمش الساقين، قبح من طليعة قوم.

قال أبو سفيان: ويلكم، لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قالوا: قاتلك اللّه، و ما تغني عنك دارك؟ قال: و من‌

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست