responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 368

قلت: نعم. قال: ما لك؟ فداك أبي و أمي. قلت: هذا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في الناس، و اصباح قريش و اللّه.

قال: فما الحيلة؟ فداك أبي و أمي، قلت: و اللّه لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب في عجز هذه البغلة، حتى آتي بك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فأستأمنه لك، فركب خلفي، و رجع صاحباه.

قال: فجئت به، فكلما مررت به على نار من نيران المسلمين، قالوا: من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أنا عليها قالوا: عم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) على بغلته. حتى مررت بنار عمر بن الخطاب، فقال: من هذا؟ و قام إلي، فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة قال: أبو سفيان، عدو اللّه؟ الحمد للّه الذي أمكن منك بغير عقد و لا عهد، ثم خرج يشتد نحو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و ركضت البغلة فسبقت، فاقتحمت عن البغلة، فدخلت على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و دخل عليه عمر، فقال: يا رسول اللّه، هذا أبو سفيان فدعني أضرب عنقه، قال: قلت: يا رسول اللّه، إني قد أجرته، ثم جلست إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فأخذت برأسه، فقلت: و اللّه لا يناجيه الليلة أحد دوني، فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلا يا عمر، فو اللّه لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت مثل هذا، قال: مهلا يا عباس، فو اللّه لإسلامك كان أحب إلي من إسلام الخطاب، لو أسلم، و ما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من إسلام الخطاب.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «اذهب به يا عباس إلى رحلك، فإذا أصبحت فأتني به» فذهبت، فلما أصبحت غدوت به إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فلما رآه قال: «ويحك يا أبا سفيان، أ لم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا اللّه؟» قال: بأبي أنت و أمي، ما أحلمك و أكرمك و أوصلك؟ لقد ظننت أن لو كان مع اللّه إله غيره لقد أغنى عني شيئا بعد.

قال: «ويحك يا أبا سفيان، أ لم يأن لك أن تعلم أني رسول اللّه؟» قال: بأبي أنت و أمي، ما أحلمك و أكرمك و أوصلك، أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيئا. فقال له العباس: ويحك أسلم، و أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أن محمدا رسول اللّه، قبل أن تضرب عنقك، فأسلم و شهد شهادة الحق.

قال العباس: يا رسول اللّه إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئا. قال:

نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، و من أغلق عليه بابه فهو آمن، و من دخل المسجد الحرام فهو آمن.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست