responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 257

إلى المدينة، و قد ظهرت له نوادر الحب و التفاني من المؤمنات الصادقات، كما ظهرت من المؤمنين في أثناء المعركة.

لقيته في الطريق حمنة بنت جحش، فنعي إليها أخوها عبد اللّه بن جحش، فاسترجعت و استغفرت له، ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب، فاسترجعت و استغفرت، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير، فصاحت و ولولت، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم):

إن زوج المرأة منها لبمكان‌ [1].

و مر بامرأة من بني دينار، و قد أصيب زوجها و أخوها و أبوها بأحد، فلما نعوا لها قالت: فما فعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)؟ قالوا: خيرا يا أم فلان، هو بحمد اللّه كما تحبين، قالت:

أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير إليها، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل- تريد صغيرة [2].

و جاءت إليه أم سعد بن معاذ تعدو، و سعد آخذ بلجام فرسه، فقال: يا رسول اللّه أمي، فقال: مرحبا بها. و وقف لها. فلما دنت عزاها بابنها عمرو بن معاذ. فقالت: أما إذا رأيتك سالما، فقد اشتويت المصيبة أي: استقللتها. ثم دعا لأهل من قتل بأحد و قال: يا أم سعد أبشري و بشري أهلهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعا، و قد شفعوا في أهلهم جميعا. قالت: رضينا يا رسول اللّه، و من يبكي عليهم بعد هذا؟ ثم قالت: يا رسول اللّه، ادع لمن خلفوا منهم، فقال: «اللهم اذهب حزن قلوبهم، و اجبر مصيبتهم، و احسن الخلف على من خلفوا» [3].

الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) في المدينة

و انتهى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مساء ذلك اليوم- يوم السبت السابع من شهر شوال سنة 3 ه- إلى المدينة. فلما انتهى إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة، فقال: «اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فو اللّه لقد صدقني اليوم» و ناولها علي بن أبي طالب سيفه فقال: و هذا أيضا فاغسلي عنه دمه، فو اللّه لقد صدقني اليوم، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لئن كنت صدقت القتال، لقد صدق معك سهل بن حنيف و أبو دجانة [4].

قتلى الفريقين‌

اتفقت جل الروايات على أن قتلى المسلمين كانوا سبعين، و كانت الأغلبية الساحقة


[1] ابن هشام 2/ 98.

[2] نفس المصدر 2/ 99.

[3] السيرة الحلبية 2/ 47.

[4] ابن هشام 2/ 100.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست