responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 256

عبد المطلب، وضعه في القبلة، ثم وقف على جنازته، و انتحب حتى نشع من البكاء [1] و النشع: الشهيق.

و كان منظر الشهداء مريعا جدا يفتت الأكباد. قال خباب: (إن) حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، و إذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه حتى مدت على رأسه، و جعل على قدميه الإذخر [2].

و قال عبد الرحمن بن عوف: قتل مصعب بن عمير و هو خير مني، و كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، و إن غطي رجلاه بدا رأسه، و روي مثل ذلك عن خباب، و فيه:

فقال لنا النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم): «غطوا بها رأسه و اجعلوا على رجله الإذخر» [3].

الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) يثني على ربه عز و جل و يدعوه‌

روى الإمام أحمد، لما كان يوم أحد و انكفأ المشركون، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): استووا حتى أثني على ربي عز و جل، فصاروا خلفه صفوفا، فقال:

«اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، و لا باسط لما قبضت، و لا هادي لمن أضللت، و لا مضل لمن هديت، و لا معطي لما منعت، و لا مانع لما أعطيت و لا مقرب لما باعدت، و لا مبعد لما قربت. اللهم: ابسط علينا من بركاتك و رحمتك و فضلك و رزقك».

«اللهم إني أسألك النعيم المقيم، الذي لا يحول و لا يزول. اللهم: إني أسألك العون يوم العلة، و الأمن يوم الخوف. اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا و شر ما منعتنا.

اللهم حبب إلينا الإيمان و زينه في قلوبنا، و كره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان، و اجعلنا من الراشدين. اللهم توفنا مسلمين و أحينا مسلمين، و ألحقنا بالصالحين غير خزايا و لا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، و يصدون عن سبيلك، و اجعل عليهم رجزك و عذابك. اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق‌ [4]».

الرجوع إلى المدينة، و نوادر الحب و التفاني‌

و لما فرغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من دفن الشهداء و الثناء على اللّه و التضرع إليه انصرف راجعا


[1] رواه ابن شاذان، انظر مختصر سيرة الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) للشيخ عبد اللّه النجدي ص 255.

[2] رواه أحمد، مشكاة المصابيح 1/ 140.

[3] صحيح البخاري 2/ 579، 584.

[4] رواه البخاري في الأدب المفرد، و الإمام أحمد في مسنده 3/ 424.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست