responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 230

من الأوس، و بنو سلمة من الخزرج- أن تفشلا، و لكن اللّه تولاهما، فثبتتا بعد ما سرى فيهما الاضطراب و همتا بالرجوع و الانسحاب، و عنهما يقول اللّه تعالى: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا، وَ اللَّهُ وَلِيُّهُما، وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‌ [آل عمران: 122].

و حاول عبد اللّه بن حرام- والد جابر بن عبد اللّه- تذكير هؤلاء المنافقين بواجبهم في هذا الظرف الدقيق، فتبعهم و هو يوبخهم و يحضهم على الرجوع، و يقول: تعالوا قاتلوا في سبيل اللّه أو ادفعوا، قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع. فرجع عنهم عبد اللّه بن حرام قائلا: أبعدكم اللّه، أعداء اللّه، فسيغني اللّه عنكم نبيه.

و في هؤلاء المنافقين يقول اللّه تعالى: وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا، وَ قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا، قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا، قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَ‌بَعْناكُمْ، هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ، يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ‌ [آل عمران: 167].

بقية الجيش الإسلامي إلى أحد:

و بعد هذا التمرد و الانسحاب قام النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) ببقية الجيش- و هم سبعمائة مقاتل- ليواصل سيره نحو العدو، و كان معسكر المشركين يحول بينه و بين أحد في مناطق كثيرة، فقال: من رجل يخرج بنا على القوم من كثب (أي من قريب) من طريق لا يمر بنا عليهم؟.

فقال أبو خيثمة: أنا يا رسول اللّه، ثم اختار طريقا قصيرا إلى أحد يمر بحرة بني حارثة و بمزارعهم، تاركا جيش المشركين إلى الغرب.

و مر الجيش في هذا الطريق بحائط مربع بن قيظي- و كان منافقا ضرير البصر- فلما أحس بالجيش قام يحثو التراب في وجوه المسلمين، و يقول: لا أحل لك أن تدخل حائطي إن كنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فابتدره القوم ليقتلوه، فقال: «لا تقتلوه فهذا أعمى القلب أعمى البصر».

و نفذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، حتى نزل الشعب من جبل أحد في عدوة الوادي، فعسكر بجيشه مستقبلا المدينة، و جاعلا ظهره إلى هضاب جبل أحد، و على هذا صار جيش العدو فاصلا بين المسلمين و بين المدينة.

خطة الدفاع:

و هناك عبأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) جيشه، و هيأهم صفوفا للقتال، فانتخب منهم فصيلة من الرماة الماهرين، قوامها خمسون مقاتلا، و أعطى قيادتها لعبد اللّه بن جبير بن النعمان‌

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست