responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 212

و قد لعب المسلمون دورا هاما للقضاء على هذه الأخطار، تظهر فيه عبقرية قيادة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و ما كان عليه من غاية التيقظ حول هذه الأخطار و ما كان من حسن التخطيط للقضاء عليها، و نذكر في السطور الآتية صورة مصغرة منها.

غزوة بني سليم بالكدر

أول ما نقلت استخبارات المدينة إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد بدر أن بني سليم من قبائل غطفان تحشد قواتها للغزو على المدينة فباغت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في مائتي راكب هذه القبائل المحتشدة في عقر دارها، و بلغ إلى منازلهم في موضع يقال له الكدر [1]. ففر بنو سليم و تركوا في الوادي خمسمائة بعير استولى عليها جيش المدينة، و قسمها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد إخراج الخمس فأصاب كل رجل بعيرين، و أصاب غلاما يقال له: «يسار» فأعتقه.

و أقام النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في ديارهم ثلاثة أيام، ثم رجع إلى المدينة.

و كانت هذه الغزوة في شوال سنة 2 ه بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام، و استخلف في هذه الغزوة على المدينة سباع بن عرفطة. و قيل: ابن أم مكتوم‌ [2].

مؤامرة لاغتيال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)

كان من أثر هزيمة المشركين في وقعة بدر أن استشاطوا غضبا، و جعلت مكة تغلي كالمرجل ضد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، حتى تامر بطلان من أبطالها أن يقضوا على مبدأ هذا الخلاف و الشقاق، و مثار هذا الذل و الهوان في زعمهم، و هو النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية في الحجر بعد وقعة بدر بيسير- و كان عمير من شياطين قريش، ممن كان يؤذي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه و هم بمكة- و كان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر، فذكر أصحاب القليب و مصابهم، فقال صفوان و اللّه إن في العيش بعدهم خير.

قال له عمير: صدقت و اللّه، أما و اللّه لو لا دين عليّ ليس له عندي قضاء، و عيال‌


[1] الكدر، بالضم فالسكون: طير في لونها كدرة، و هو ماء من مياه بني سليم يقع في نجد على الطريق التجارية الشرقية الحيوية بين مكة و الشام.

[2] زاد المعاد 2/ 90، ابن هشام 2/ 43، 44، مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه النجدي ص 236.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست