responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 192

ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك، يمنعك اللّه بهم، يناصحونك، و يجاهدون معك.

فأثنى عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) خيرا، و دعا له بخير و بنى المسلمون عريشا على تل مرتفع يقع في الشمال الشرقي لميدان القتال، و يشرف على ساحة المعركة.

كما تم انتخاب فرقة من شباب الأنصار بقيادة سعد بن معاذ، يحرسون رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حول مقر قيادته.

تعبئة الجيش و قضاء الليل‌

ثم عبأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) جيشه‌ [1]، و مشى في موضع المعركة، و جعل يشير بيده: هذا مصرع فلان غدا إن شاء اللّه، و هذا مصرع فلان غدا إن شاء اللّه‌ [2]. ثم بات رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يصلي إلى جذع شجرة هنالك، و بات المسلمون ليلهم هادئ الأنفاس منير الآفاق، غمرت الثقة قلوبهم، و أخذوا من الراحة قسطهم، يأملون أن يروا بشائر ربهم بعيونهم صباحا إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلى‌ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ‌ [الأنفال: 11].

كانت هذه الليلة ليلة الجمعة، السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة، و كان خروجه في 8 أو 12 من نفس الشهر.

الجيش المكي في عرصة القتال و وقوع الانشقاق فيه‌

أما قريش، فقضت ليلتها هذه في معسكرها بالعدوة القصوى، و لما أصبحت أقبلت في كتائبها، و نزلت من الكثيب إلى وادي بدر، و أقبل نفر منهم إلى حوض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقال: دعوهم، فما شرب أحد منهم يومئذ إلا قتل، سوى حكيم بن حزام، فإنه لم يقتل، و أسلم بعد ذلك، و حسن إسلامه، و كان إذا اجتهد في اليمين قال: لا و الذي نجاني من يوم بدر، فلما اطمأنت قريش بعث عمير بن وهب الجمحي، للتعرف على مدى قوة جيش المدينة، فدار عمير بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال: ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلا أو ينقصون، و لكن أمهلوني حتى أنظر أ للقوم كمين أو مدد؟ فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم يرد شيئا، فرجع إليهم فقال: ما وجدت شيئا، و لكني قد رأيت يا معشر قريش‌


[1] انظر جامع الترمذي أبواب الجهاد، باب ما جاء في الصف و التعبئة 1/ 201.

[2] رواه مسلم عن أنس، انظر مشكاة المصابيح 2/ 543.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست