بالمعروف و القسط بين المؤمنين، و كل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، و كل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف و القسط بين المؤمنين.
3- و أن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
4- و أن المؤمنين المتقين على من بغى عليهم، أو ابتغى دسيعة [1] ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين.
5- و أن أيديهم عليه جميعا، و لو كان ولد أحدهم.
6- و لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر.
7- و لا ينصر كافرا على مؤمن.
8- و أن ذمة اللّه واحدة يجير عليهم أدناهم.
9- و أن من تبعنا من يهود فإن له النصر و الأسوة، غير مظلومين و لا متناصرين عليهم.
10- و أن سلم المؤمنين واحدة، و لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل اللّه إلا على سواء و عدل بينهم.
11- و أن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل اللّه.
12- و أنه لا يجير مشرك مالا لقريش و لا نفسا، و لا يحول دونه على مؤمن.
13- و أنه من اعتبط مؤمنا [2] قتلا عن بينة فإنه قود به، إلا أن يرضى ولي المقتول.
14- و أن المؤمنين عليه كافة و لا يحل لهم إلا قيام عليه.
15- و أنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثا و لا يؤويه، و أنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة اللّه و غضبه يوم القيامة، و لا يؤخذ منه صرف و لا عدل.
16- و أنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى اللّه عز و جل و إلى محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) [3].
أثر المعنويات في المجتمع:
بهذه الحكمة، و بهذه الحذاقة أرسى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قواعد مجتمع جديد، و لكن كانت هذه الظاهرة أثرا للمعاني التي كان يتمتع بها أولئك الأمجاد بفضل صحبة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)،
[1] الدسع: الدفع كالدسر. و المعنى أي طلب دفع ظلم. لسان العرب بتصرف.
[2] اعتبط مؤمنا قتلا: قتله بلا جناية كانت منه و لا جريرة توجب قتله. لسان العرب.