responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 151

ليال براحلتيهما، فلما كانت ليلة الإثنين- غرة ربيع الأول سنة 1 ه/ 16 سبتمبر سنة 622 م- جاءهما عبد اللّه بن أريقط بالراحلتين و حينئذ قال أبو بكر للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بأبي أنت يا رسول اللّه، خذ إحدى راحلتي هاتين. و قرب إليه أفضلهما. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم):

بالثمن.

و أتتهما أسماء بنت أبي بكر رضي اللّه عنهما بسفرتهما، و نسيت أن تجعل لها عصاما، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها عصام، فشقت نطاقها باثنين، فعلقت السفرة بواحد، و انتطقت بالآخر، فسميت ذات النطاقين‌ [1].

ثم ارتحل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أبو بكر رضي اللّه عنه، و ارتحل معهما عامر بن فهيرة، و أخذ بهم الدليل- عبد اللّه بن أريقط- على طريق السواحل.

و أول من سلك بهم بعد الخروج من الغار أنه أمعن في اتجاه الجنوب نحو اليمن، ثم اتجه غربا نحو الساحل، حتى إذا وصل إلى طريق لم يألفه الناس اتجه شمالا على مقربة من شاطئ البحر الأحمر، و سلك طريقا لم يكن يسلكه أحد إلا نادرا.

و قد ذكر ابن إسحاق المواضع التي مر بها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في هذا الطريق قال: لما خرج بهما الدليل سلك بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل من عسفان، ثم سلك بهما على أسفل أمج، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قديدا، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك، فسلك بهما الخرار، ثم سلك بهما ثنية المرة، ثم سلك بهما لقفا، ثم أجاز بهما مدلجة لقف، ثم استبطن بهما مدلجة مجاح، ثم سلك بهما مرجح محاج، ثم تبطن بهما مرجح ذي الغضوين، ثم بطن ذي كشر، ثم أخذ بهما على الجداجد، ثم على الأجرد، ثم سلك بهما ذا سلم، من بطن أعداء مدلجة تعهن، ثم على العبابيد، ثم أجاز بهما الفاجة، ثم هبط بهما العرج، ثم سلك بهما ثنية العائر- عن يمين ركوبة- حتى هبط بهما بطن رئم، ثم قدم بهما على قباء [2]. و هاك بعض ما وقع في الطريق:

1- روى البخاري عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه قال: أسرينا ليلتنا و من الغد حتى قام قائم الظهيرة، و خلا الطريق، لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليها الشمس، فنزلنا عنده، و سويت للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) مكانا بيدي، ينام عليه، و بسطت عليه‌


[1] صحيح البخاري 1/ 553، 555، و ابن هشام 1/ 486.

[2] ابن هشام 1/ 491، 492.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست