responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 150

و لما لم يحصلوا من عليّ على جدوى جاءوا إلى بيت أبي بكر، و قرعوا بابه، فخرجت إليهم أسماء بنت أبي بكر، فقالوا لها: أين أبوك؟ قالت: لا أدري و اللّه أين أبي؟

فرفع أبو جهل يده- و كان فاحشا خبيثا- فلطم خدها لطمة طرح منها قرطها [1].

و قررت قريش في جلسة طارئة مستعجلة استخدام جميع الوسائل التي يمكن بها القبض على الرجلين، فوضعت جميع الطرق النافذة من مكة، في جميع الجهات تحت المراقبة المسلحة الشديدة، كما قررت إعطاء مكافأة ضخمة قدرها مائة ناقة بدل كل واحد منهما لمن يعيدهما إلى قريش حيين أو ميتين، كائنا من كان‌ [2].

و حينئذ جدت الفرسان و المشاة و قصاص الأثر في الطلب، و انتشروا في الجبال و الوديان، و الوهاد و الهضاب، لكن من دون جدوى و بغير عائدة.

و قد وصل المطاردون إلى باب الغار، و لكن اللّه غالب على أمره، روى البخاري عن أنس عن أبي بكر قال: كنت مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في الغار فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت يا نبي اللّه لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا. قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان اللّه ثالثهما، و في لفظ: ما ظنك يا أبا بكر باثنين اللّه ثالثهما [3].

و قد كانت معجزة أكرم اللّه بها نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقد رجع المطاردون حين لم يبق بينه و بينهم إلا خطوات معدودة.

في الطريق إلى المدينة

و حين خمدت نار الطلب، و توقفت أعمال دوريات التفتيش، و هدأت ثائرات قريش بعد استمرار المطاردة الحثيثة ثلاثة أيام بدون جدوى، تهيأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و صاحبه للخروج إلى المدينة.

و كانا قد استأجر عبد اللّه بن أريقط الليثي، و كان هاديا خريتا- ماهرا بالطريق- و كان على دين كفار قريش، و أمناه على ذلك، و سلما إليه راحلتيهما، و واعداه غار ثور بعد ثلاث‌


[1] ابن هشام 1/ 487.

[2] انظر صحيح البخاري 1/ 554.

[3] صحيح البخاري 1/ 516، 558، و لم يكن فزع أبي بكر مخافة على نفسه، بل سببه الوحيد هو ما روي أن أبا بكر لما رأى القافة اشتد حزنه على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و قال: إن قتلت فإنما أنا رجل واحد، و إن قتلت أنت هلكت الأمة، فعندها قال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا انظر مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه النجدي ص 168.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست