responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 99

و لا فى الارتحال من مكان، و استوص بمن معك من الأنصار خيرا فى حسن صحبتهم، و لين القول لهم، فإن فيهم ضيقا و مرارة و زعارة، و لهم حق و فضيلة و سابقة و وصية من رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فاقبل من محسنهم و تجاوز عن مسيئهم كما قال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته.

و يروى أن أبا بكر (رحمه الله)، كتب مع هذا الكتاب كتابا آخر إلى عامة الناس، و أمر خالدا أن يقرأه عليهم فى كل مجمع، و هو: بسم الله الرحمن الرحيم، من أبى بكر خليفة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى من بلغه كتابى هذا من عامة أو خاصة، تاما على إسلامه أو راجعا عنه، سلام على من اتبع الهدى و لم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة و العمى، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبد و رسوله، الهادى غير المضل، أرسله بالحق من عنده إلى خلقه بشيرا و نذيرا، و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا، لينذر من كان حيا، و يحق القول على الكافرين، فهدى الله بالحق من أجاب إليه، و ضرب بالحق من أدبر عنه حتى صاروا إلى الإسلام طوعا و كرها، ثم أدرك رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، عند ذلك أجله الذي قضى الله عليه و على المؤمنين، فتوفاه الله، و قد كان بين له ذلك و لأهل الإسلام فى الكتاب الذي أنزل عليه، فقال له: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ‌ [الزمر: 30]، و قال:

وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ‌ [الأنبياء: 34، 35]، و قال للمؤمنين:

وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‌ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‌ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‌ [آل عمران: 144]، فمن كان إنما يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، (صلوات الله عليه)، و من كان إنما يعبد الله وحده لا شريك له، فإن الله بالمرصاد، حى قيوم لا يموت، و لا تأخذه سنة و لا نوم، حافظ لأمره، منتقم من عدوه، و إنى أوصيكم أيها الناس بتقوى الله، و أحضكم على حظكم و نصيبكم من الله و ما جاءكم به نبيكم محمد (صلى اللّه عليه و سلم)، و أن تهتدوا بهدى الله، و تعتصموا بدين الله، فإن كل من لم يحفظه الله ضائع، و كل من لم يصدقه الله كاذب، و كل من لم يسعده الله شقى، و كل من لم يرزقه الله محروم، و كل من لم ينصره الله مخذول، فاهتدوا بهدى الله ربكم و ما جاءكم به نبيكم محمد (صلى اللّه عليه و سلم)، فإنه: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً [الكهف: 17]، و إنه قد بلغنى رجوع من رجع منكم عن دينه بعد أن أقر بالإسلام و عمل به، اغترارا بالله و جهالة بأمر الله، و طاعة للشيطان، إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست