responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 98

خالد بن الوليد، حين بعثه فيمن بعثه من المهاجرين و الأنصار، و من معهم من غيرهم لقتال من رجع عن الإسلام بعد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، عهد إليه و أمره أن يتقى الله ما استطاع فى أمره كله، علانيته و سره، و أمره بالجد فى أمر الله و المجاهدة لمن تولى عنه إلى غيره و رجع عن الإسلام إلى ضلالة الجاهلية و أمانى الشيطان.

و عهد إليه و أمره أن لا يقاتل قوما حتى يعذر إليهم و يدعوهم إلى الإسلام، و يبين لهم الذي لهم فى الإسلام و الذي عليهم فيه، و يحرص على هداهم، فمن أجابه إلى ما دعاه إليه من الناس كلهم، أحمرهم و أسودهم، قبل منه، و ليعذر إلى من دعاه بالمعروف و بالسيف، فإنما يقاتل من كفر بالله على الإيمان بالله، فإذا أجاب المدعو إلى الإيمان، و صدق إيمانه، لم يكن عليه سبيل، و كان الله حسيبه بعد فى عمله، و من لم يجبه إلى ما دعا إليه من دعائه الإسلام، ممن رجع عن الإسلام بعد وفاة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، أن يقاتل أولئك بمن معه من المهاجرين و الأنصار، حيث كانوا، و حيث بلغ مراغمه، ثم يقتل من قدر عليه من أولئك، و لا يقبل من أحد شيئا دعاه إليه و لا أعطاه إياه الإسلام و الدخول فيه و الصبر به و عليه و شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده و رسوله.

و أمره أن يمضى بمن معه من المسلمين حتى يقدم اليمامة فيبدأ ببنى حنيفة و مسيلمتهم الكذاب، فيدعوهم و يدعوه إلى الإسلام، و ينصح لهم فى الدين، و يحرص على هداهم، فإن أجابوا إلى ما دعاهم إليه من دعاية الإسلام قبل منهم، و كتب بذلك إلى، و أقام بين أظهرهم حتى يأتيه أمرى، و إن هم لم يجيبوا و لم يرجعوا عن كفرهم و اتباع كذابهم على كذبه على الله عز و جل، قاتلهم أشد القتال بنفسه و بمن معه، فإن الله ناصر دينه و مظهره على الدين كله، كما قضى فى كتابه و لو كره الكافرون، فإن أظهره الله عليهم إن شاء الله و أمكنه منهم فليقتلهم بالسلاح، و ليحرقهم بالنار، و لا يستبق منهم أحدا قدر على أن يستبقيه، و ليقسم أموالهم و ما أفاء الله عليه و على المسلمين إلا خمسه، فليرسل به إلى أضعه حيث أمر الله به أن يوضع إن شاء الله.

و عهد إليه أن لا يكون فى أصحابه فشل من رأيهم و لا عجلة عن الحق إلى غيره، و لا يدخل فيهم حشو من الناس حتى يعرفهم و يعرف ممن هم، و علام اتبعوه و قاتلوا معه، فإنى أخشى أن يدخل معكم ناس يتعوذون بكم ليسوا منكم و لا على دينكم، فيكونون عيونا عليكم، و يتحفظون من الناس بمكانهم معكم، و أنا أخشى أن يكون ذلك فى الأعراب و جفاتهم، فلا يكونن من أولئك فى أصحابك أحد إن شاء الله تعالى، و ارفق بالمسلمين فى سيرهم و منازلهم، و تفقدهم، و لا تعجل بعض الناس عن بعض فى المسير

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست