responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 624

فلما حصر قيل له، أ لا تقاتل؟ قال: لا إن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عهد إلى عهدا فأنا صابر نفسى عليه.

و ضايق الناس عثمان رضى الله عنه و انبسطوا عليه، و آذوه، و هو صابر على عهد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) راض بقضاء الله فيه، آمر بكف الأسلحة و الأيدى، كل من انبعث لنصره، واق للمؤمنين بنفسه.

حدث عبد الله بن ربيعة أنهم كانوا معه فى الدار، فلما سمع أنهم يريدون قتله قال:

ما أعلم أنه يحل دم المؤمن إلا الكفر بعد الإيمان، و الزنا بعد الإحصان، أو قتل نفس بغير حق، و أيم الله، ما زنيت فى جاهلية و لا إسلام، و ما ازددت للإسلام إلا حبا، و لا قتلت نفسا بغير حق، فعلام تقتلوننى؟ ثم عزم علينا أن نكف أيدينا و أسلحتنا، و قال: إن أعظمكم غناء أكفكم ليده و سلاحه.

و قال أبو هريرة لأهل الدار و هو معهم فيها: أشهد لسمعت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يقول:

«تكون بعدى فتن و أمور»، قلنا: فأين الملتجأ منها يا رسول الله؟ قال: «إلى الأمين و حزبه»، و أشار إلى عثمان. فقام الناس فقالوا: قد أمكنتنا البصائر، فإذن لنا فى الجهاد، فقال عثمان: أعزم على من كانت لى عليه طاعة أن لا يقاتل.

و مما ينسب إلى كعب بن مالك يذكر هذه الحال من عثمان بعد قتله رضى الله عنه و قال مصعب: هى لحسان، و قال ابن أبى شبة: هى للوليد بن عقبة:

فكف يديه ثم أغلق بابه‌* * * و أيقن أن الله ليس بغافل‌

و قال لأهل الدار لا تقتلونهم‌* * * عفا الله عن ذنب امرئ لم يقاتل‌

فكيف رأيت الله ألقى عليهم ال* * * عداوة و البغضاء بعد التواصل‌

و كيف رأيت الخير أدبر بعده‌* * * عن الناس إدبار السحاب الحوامل‌

و قال ابن عمر لبعض من وقع عنده فى عثمان: أما و الله ما تعلم عثمان قتل نفسا بغير حق، و لا جاء من الكبائر شيئا، و لكن هو هذا المال إن أعطاكموه رضيتم، و إن أعطاه ذوى قرابته سخطتم، إنما تريدون أن تكونوا كفارس و الروم، و لا يتركون أميرا إلا قتلوه، و فاضت عيناه من الدمع، و قال: اللهم إنا لا نريد ذلك.

و حسب عثمان، رضى الله عنه، من الفضل العظيم، و الحظ الجسيم، إلى ما له فى الإسلام من الآثار الكرام و النفقات التي بيضت وجه النبيّ (عليه السلام) قوله (صلوات الله عليه): أنت وليي فى الدنيا و الآخرة.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 624
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست