responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 561

صريع (رحمه الله)، و مر به معقل بن يسار فذكر عزمته: أ لا يلوى أحد علىّ، فجعل علما عنده، و مر أخوه سويد بن مقرن أو نعيم، فألقى عليه ثوبا لكى لا يعرف، و نصب الراية و هى تقطر دما، قد قتل بها قبل أن يصرع، و سقط ذو الحاجب عن بغلته فانشق بطنه، و انهزم المشركون، فاتبعوهم يقتلونهم كيف شاءوا.

فقال بعض من حضر ذلك اليوم: إنى لفى الثقل فثارت بيننا و بين القوم عجاجة قسطلانية، فجعلت أسمع وقع السيوف على الهام، ثم كشفت، فإذا المسلمون يتبعونهم كالذباب يتبع الغنم، فاتبعتهم طائفة من المسلمين حتى دخلوا مدينتهم، ثم رجعوا، و حوى المسلمون عسكرهم، و رجع معقل بن يسار إلى النعمان بعد انهزام المشركين و معه أدواة فيها ماء فغسل التراب عن وجهه، فقال: من أنت؟ قال: معقل بن يسار، قال: ما فعل الناس؟ قال: فتح الله عليهم، قال: الحمد لله، اكتبوا بذلك إلى عمر.

و فاضت نفسه، فاجتمع الناس و فيهم ابن الزبير و ابن عمر، فأرسلوا إلى أم ولده، فقالوا:

أعهد إليك عهدا؟ فقالت: هاهنا سفط فيه كتاب، فأخذوه فإذا كتاب عمر إلى النعمان:

إن حدث بك حدث فالأمير حذيفة، فإن قتل ففلان، فإن قتل ففلان.

فتولى أمر الناس حذيفة، فأمر بالغنائم فجمعت، ثم سار إلى مدينة نهاوند و قد حملت الغنائم إلى عسكرهم، و حصر أهل المدينة و قاتلوهم، فبيناهم يطاردونهم إذ لحق سماك بن عبيد عظيما من عظمائهم يقال له: دينار، فسأله الأمان، فأمنه و أدخله على حذيفة، فصالحه عن البلد على ثمانمائة ألف و شي‌ء من العسل و السمن، و قال: إن لكم لوفاء بالعهد، و أخاف عليكم خمسة أشياء: الخب و البخل و الغدر و الخيلاء و الفجور، و أخاف أن يأتيكم الخب من قبل النبط، و الخيلاء من قبل الروم، و البخل من قبل فارس، و الفجور و الغدر من قبل أهل الأهواز، و أتى السائب بن الأقرع دهقان و قد جمعت الغنائم، فقال له: أ تؤمنني على دمى و دماء قرابتى و أدلك على كنز النخيرجان؟ ثم تجلبوا عليه فى الحرب فيقسم و تجرى عليه السهام، و لم يحرزوه بجزية أقاموا عليها، و إنما هو دفين دفنوه و فروا عنه، فتأخذه لصاحبكم، يعنى عمر رضى الله عنه، تخصه به.

قال: أنت آمن إن كنت صادقا، قال: فانهض معى، فنهض معه فانتهى به إلى قلعة، فرفع صخرة و دخل غارا فاستخرج سفطين، فإذا قلائد منظومة بالدرر و الياقوت و قرطة و خواتم و تيجان مكللة بالجوهر، فأمنه ثم أتى به حذيفة فأخبره، فقال: اكتمه، فكتمه حتى قسم الغنائم بين الناس و عزل الخمس، ثم خرج السائب مسرعا فقدم على عمر، فقال له عمر: ما وراءك؟ فو الله ما نمت هذه الليلة إلا تغررا، و ما أتت علىّ ليلة بعد الليلة

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 561
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست