responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 560

فتلقاهم المسلمون فاقتتلوا حتى صبغت الدماء ثنن الخيل و تحاجزوا عند السماء، فبات المسلمون يوقدون النيران، و يعصبون بالخرق، لهم أنين من الجراح، و دوى بالقرآن كدوى النحل، و بات المشركون فى المعازف و الخمور و بهم من الجراح مثل ما بالمسلمين.

و أصبحوا يوم الجمعة، فأقبل النعمان معلما ببياض، على برذون قصير، عليه قباء أبيض مصقول و قلنسوة بيضاء مصقولة، فوقف على الرايات فحضهم، و قال: يا معشر المسلمين، إن هؤلاء قد أخطروا لكم أخطارا و أخطرتم لهم أخطارا، أخطروا لكم دنيا، و أخطرتم لهم الإسلام، فالله الله فى الإسلام أن تخذلوه، فإنكم أصبحتم بابا بين المسلمين و المشركين، فإن كسر الباب دخل على الإسلام ليشغل كل امرئ منكم قربه و لا يخلفه على صاحبه، فإنه لوم و خذلان و وهن و فشل، إنى هاز الراية فإذا هززتها فليأخذ الرجال همايينها فى أحقيتها و شسوعها فى نعالها، و ليتعهد أصحاب الخيل أعنتها و حزمها، فإذا هززتها الثانية فليعرف كل امرئ منكم مصوب رمحه و موضع سلاحه و وجه مقاتله، فإذا هززتها الثالثة و كبرت فكبروا و استنصروا الله و اذكروه، فإذا حملت فاحملوا.

فقال رجل من أهل العراق: قد سمعنا مقالتك أيها الأمير، فنحن واقفون عند قولك، منتهون إلى رأيك، فأى النهار أحب إليك؟ أوله أم آخره؟ قال: آخره حين تهب الرياح، و تحل الصلاة و ينزل النصر لمواقيت الصلاة، فأمهل الناس حتى إذا زالت الشمس، هز الراية فقضى الناس حوائجهم و شدت الرجال مناطقها، و نزع أصحاب الخيل المخالى عن خيلهم و قرطوها أعنتها و شدوا حزمها و تأهبوا للحرب، ثم أمهل حتى إذا كان فى آخر الوقت هزها فصلى الناس ركعتين و جال أصحاب الخيل فى متونها و صوبوا رماحهم فوضعوها بين آذان خيولهم، و أقبلت الأعاجم على براذينهم عليهم الرايات المدبجة، و المناطق المذهبة، و وقف ذو الحاجب على بغلة، فلقد رأى الأعاجم و هم فى عدتهم و إن لأقدامهم فى ركبهم لزلزلة، و إن الأسوار ليأخذ النشابة فما يسدد الفوق للوتر و ما يتمالك أن يضعها على قوسه.

فقال النعمان: يا معشر المسلمين، إنى هاز الراية و حامل فاحملوا، و لا يلوى أحد على أحد، و إن قيل قتل النعمان، فلا يلوين علىّ أحد، و أنا داع بدعوة فعزمت على كل رجل منكم إلا أمن، ثم قال: اللهم اعط النعمان اليوم الشهادة فى نصر المسلمين، و افتح عليهم، ثم نثل درعه، و هز الراية و كبر، فكبر الأدنى فالأدنى ممن حوله حتى غشيهم التكبير من السماء، و صوب رايته كأنها جناح طائر، و حمل و حمل الناس، فكان أول‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 560
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست