responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 557

أن العرب قد ألحوا علىّ فاشغلوهم عنى، و ردوهم إلى بلادهم، فكتب بعضهم إلى بعض:

أن صاحب العرب الذي جاء بدينهم و أظهر أمرهم هلك، و ملك بعده رجل لم يلبث إلا قليلا حتى هلك، و إن صاحبهم هذا عمر و طال سلطانه، و أغزى جنوده بلادكم، فليس بمنته حتى تخرجوه من بلادكم و تغزوه فى بلاده، فأجمعوا على ذلك و تمالوا عليه و تعاقدوا، و أنفذوا أن يجتمعوا بنهاوند، و بلغ ذلك أهل الكوفة، فكتبوا به إلى عمر، فخرج يمشى حتى قام على المنبر، فقال: أين المسلمون؟ أين المهاجرون و الأنصار؟

فاجتمع الناس، فحمد الله و أثنى عليه، و قال: إن عظماء أهل الرى و أهل أصبهان و أهل همذان و أهل نهاوند و أهل قومس و أهل حلوان، أمم مختلفة ألوانها و ألسنتها و أديانها و مللها، و قد تعاهدوا أن يخرجوا إخوانكم من بلادهم و أن يغزوكم فى بلادكم، فأشيروا علىّ و أوجزوا و لا تطنبوا، فتفشغ بكم الأمور.

فقام طلحة، و كان من خطباء قريش و ذوى رأيهم و من علية أصحاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: يا أمير المؤمنين، قد حنكتك الأمور، و جربتك الدهور، و عجمتك البلايا، و أحكمتك التجارب، فأنت ولى ما وليت، لا ينبثر فى يديك، و لا يحل عليك، فمرنا نطع، و احملنا نركب، و قدنا ننقد، فإنك مبارك الأمر، ميمون النقيبة، و قد أخبرت و خبرت و جربت، فلم ينكشف شي‌ء من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار.

قال: تكلموا، فقال عثمان: اكتب إلى أهل الشام أن يسيروا من شامهم، و إلى أهل اليمن فليسيروا من يمنهم، و سر نفسك فى أهل الحرمين إلى أهل المصرين، فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين، فيتعال فى عينك ما قد كثر عندك، و تكون أعز منهم، إنك لن تستبقى من نفسك باقية بعد العرب، و لن تمتنع من الدنيا بعزيز، و لا تلوذ منها بحريز، و هذا يوم له ما بعده، فاحضرهم برأيك، و اشهدهم بمقدرتك.

قال: تكلموا، فقال على بن أبى طالب: يا أمير المؤمنين، إن كتبت إلى أهل الشام فساروا من شامهم أغارت الروم على بلادهم، و إن سار أهل اليمن من يمنهم خلفتهم الحبش فى عيالاتهم، و إن سرت بأهل الحرمين انتقضت الأرض عليك من أقطارها، حتى يكون ما تخلفه من العورات فى العيالات أهم إليك مما بين يديك، و أما ما ذكرت من مسيرهم فالله لمسيرهم أكره، و هو أقدر على تغيير ما كره، و أما كثرتهم فإنا لم نكن نلق عدونا بالكثرة، و لكنا كنا نلقاهم بالصبر، إنك إن نظر إليك الأعاجم قالوا: هذا أمير العرب، فكان أشد لحربهم و كلبهم، و لكن اكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا على ثلاث فرق، فلتقم فرقة فى ديارهم، و فرقة فى أهل عهدهم، و تسير فرقة إلى إخوانهم بالكوفة.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 557
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست