responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 552

برده على البصرة، فانصرف عليها، و أمر عمر على جند البصرة المقترب، و هو الأسود بن ربيعة، و كتب إلى زر بن عبد الله بن كليب الفقيمى أن يسير إلى جندى‌سابور، فسار حتى نزل عليها، و كان الأسود و زر من أصحاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من المهاجرين إليه، الوافدين عليه، فقال له الأسود لما وفد عليه: جئت لأقترب إلى الله بصحبتك، فسماه المقترب، و قال له زر: يا رسول الله، فنى بطنى، و كثر إخوتنا، فادع الله لنا، فقال:

«اللهم أوف لزر عمارته»، فتحول إليهم العدد.

و وفد أبو سبرة وفدا، فيهم أنس بن مالك، و الأحنف بن قيس، و أرسل الهرمزان معهم، فقدموا مع أبى موسى البصرة، ثم خرجوا نحو المدينة، حتى إذا دخلوها هيئوا الهرمزان فى هيئته، فألبسوه كسوته من الديباج، و وضعوا على رأسه تاجا مكللا بالياقوت، كيما يراه عمر و المسلمون فى هيئته، ثم خرجوا به على الناس يريدون عمر فى منزله فلم يجدوه، فسألوا عنه، فقيل لهم: جلس فى المسجد لوفد قدموا عليه من الكوفة، فانطلقوا يطلبونه فى المسجد فلم يروه.

فلما انصرفوا مروا بغلمان يلعبون، فقالوا لهم: ما تلددكم تريدون أمير المؤمنين؟ فإنه نائم فى ميمنة المسجد، متوسد برنسه، و كان عمر، (رحمه الله)، قد جلس لوفد الكوفة فى برنس، فلما فرغ من كلامهم و ارتفعوا عنه، و أخلوه نزع برنسه ثم توسده فنام، فانطلقوا و معهم النظارة، حتى إذا رأوه جلسوا دونه، و ليس فى المسجد نائم و لا يقظان غيره، و الدرة فى يده، فقال الهرمزان: أين عمر؟ قالوا: هو ذا، و جعل الوفد يشيرون إلى الناس أن اسكتوا عنه، فقال لهم الهرمزان: أين حرسه و حجابه؟ فقالوا: ليس له حارس و لا حاجب، و لا كاتب و لا ديوان، فقال: ينبغى له أن يكون نبيا، قالوا: بل يعمل عمل الأنبياء، و كثر الناس، فاستيقظ عمر، (رحمه الله)، بالجلبة، فاستوى جالسا، ثم نظر إلى الهرمزان، فقال: الهرمزان؟ قالوا: نعم، فتأمله و تأمل ما عليه، و قال: أعوذ بالله من النار، و أستعين بالله، ثم قال: الحمد لله الذي أذل بالإسلام هذا و أشباهه، يا معشر المسلمين، تمسكوا بهذا الدين، و اهتدوا بهدى نبيكم، و لا تبطرنكم الدنيا فإنها غرارة.

فقال الوفد: هذا ملك الأهواز فكلمه، فقال: لا، حتى لا يبقى عليه من حليته شي‌ء، فرمى عنه بكل شي‌ء كان عليه إلا شيئا يستره، و ألبسوه ثوبا صفيقا، فقال عمر: هى يا هرمزان، كيف رأيت وبال الغدر و عاقبة أمر الله؟ فقال: يا عمر، إنا و إياكم فى الجاهلية كان الله قد خلى بيننا و بينكم، فغلبناكم إذ لم يكن معنا و لا معكم، فلما كان معكم غلبتمونا، فقال عمر: إنما غلبتمونا فى الجاهلية باجتماعكم و تفرقنا، ثم قال عمر: ما

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 552
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست