responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 553

عذرك و ما حجتك فى انتقاضك مرة بعد مرة؟ فقال: أخاف أن تقتلنى قبل أن أخبرك، قال: لا تخف ذلك. و استسقى ماء، فأتى به فى قدح غليظ، فقال: لو مت عطشا لم أستطع أن أشرب فى مثل هذا، فأتى به فى إناء يرضاه، فجعلت يده ترعد، و قال: إنى أخاف أن أقتل و أنا أشرب، فقال عمر: لا بأس عليك حتى تشربه، فأكفأه.

فقال عمر: أعيدوا عليه، و لا تجمعوا عليه القتل و العطش، فقال: لا حاجة لى فى الماء، إنما أردت أن أستأمن به، فقال عمر: إنى قاتلك، فقال: قد أمنتنى، قال: كذبت، قال أنس: صدق يا أمير المؤمنين، قد أمنته، قال: ويحك يا أنس، أنا أؤمن قاتل مجزأة و البراء ابن مالك، و الله لتأتين بمخرج و إلا عاقبتك. قال: قلت له: لا بأس عليك حتى تخبرنى، و قلت له: لا بأس عليك حتى تشربه، و قال له من حوله مثل ذلك، فأقبل الهرمزان، و قال: خدعتنى، و الله لا أنخدع إلا أن تسلم، فأسلم ففرض له على ألفين و أنزله المدينة.

و يروى أن المغيرة بن شعبة كان الترجمان يومئذ بين عمر و بين الهرمزان إلى أن جاء المترجم، و كان المغيرة يفقه من الفارسية شيئا، فقال له عمر: ما أراك بها حاذقا، ما أحسنها أحد منكم إلا خب، و لا خب إلا دق، إياكم و إياها، فإنها تنقص الإعراب.

ذكر فتح السوس‌

و الأخبار التي نذكرها بعد ذلك شديدة الخلاف لبعض ما تقدم، و كذلك قال أبو جعفر الطبرى‌ [1]: إن أهل السير اختلفوا فى أمرها. قال: فأما المدائنى فإنه قال: لما انتهى فل جلولاء إلى يزدجرد و هو بحلوان، دعا بخاصته و بالموبذ، فقال: إن القوم لا يلقون جمعا إلا فلوه، فما ترون؟ قال الموبذ: نرى أن نخرج فننزل اصطخر، فإنها بيت المملكة، و تضم إليك خزائنك، و توجه الجنود، فأخذ برأيه، و سار إلى أصبهان و دعا سياه، فوجه ثلاثمائة فيهم سبعون من عظمائهم، و أمره أن ينتخب من كل بلدة يمر بها من أحب، فمضى سياه و اتبعه يزدجرد، حتى نزلوا اصطخر و أبو موسى محاصر سوس، فوجه سياه إلى السوس، و الهرمزان إلى تستر، فنزل سياه منزلا تحول عنه حين سار أبو موسى إلى تستر.

فنزل سياه بينها و بين رامهرمز، و دعا الرؤساء الذين كانوا خرجوا معه من أصبهان، و قد عظم أمر المسلمين عنده، فقال: قد علمتم أنا كنا نتحدث أن هؤلاء القوم أهل‌


[1] انظر: الطبرى (4/ 89).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 553
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست