responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 529

و فى كتاب سيف‌ [1] عمن سمى من رجاله قالوا: و نفل سعد من أخماس جلولاء من أعظم البلاء ممن شهدها، و من أعظمه ممن كان ثابتا بالمدائن، و بعث بالأخماس مع قضاعى بن عمرو الدؤلى من الذهب و الورق و الآنية و الثياب، و بعث بالسبى مع أبى مفزر الأسود بن قطبة. قال بعضهم: و بعث بالحساب مع زياد بن أبى سفيان، و كان الذي يكتبه للناس و يدونهم، فلما قدموا على عمر كلم زياد عمر فيما جاء به و وصف له، فقال له عمر: هل تستطيع أن تقوم فى الناس بمثل الذي كلمتنى به؟ فقال: و الله ما على الأرض شخص أهيب فى صدرى منك، فكيف لا أقوى على هذا فى غيرك؟ فقام فى الناس بما أصابوا و بما صنعوا، و بما يستأذنون فيه من الانسياح فى البلاد، فقال عمر، رضى الله عنه: هذا الخطيب المصقع، فقال زياد: إن جندنا أطلقوا بأفعالهم لسانى.

و عن أبى سلمة قال‌ [2]: لما قدم على عمر، (رحمه الله)، بالأخماس من جلولاء، قال عمر: و الله لا يجنه سقف بيت حتى أقسمه. فبات عبد الرحمن بن عوف و عبد الله بن أرقم يحرسانه فى صحن المسجد، فلما أصبح جاء فى الناس و كشف عنه جلابيبه، و هى الأنطاع، فلما نظر إلى ياقوته و زبرجده و جوهره بكى، فقال له عبد الرحمن: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فو الله إن هذا إلا موطن شكر. فقال عمر: و الله ما ذاك يبكينى، و تالله ما أعطى الله هذا قوما إلا تحاسدوا و تباغضوا، و لا تحاسدوا إلا ألقى باسهم بينهم. ثم دعا الحسن فيما ذكر المدائنى فحثا له، ثم دعا الحسين فحثا له، ثم قال: ما ترى؟ أنحثى لهم حثيا أم نكيل بالصاع. قال: بل احث لهم، ففعل، ثم دون الدواوين و فرض و قسم.

و ذكر المدائنى، أيضا، أن سعدا كتب إلى عمر، (رحمه الله)، مع زياد يستأذنه فى اتباع المشركين و يصغر أمرهم عنده، فكتب إليه عمر: جاءنى كتابك تستأذننى فى اتباع المشركين، و سيأتى فيهم أمرى، و ذلك من حق إمامك عليك، و إنما حق المسلم على المسلم بحق الله، و إن أعظم أهل الإسلام حقا عليهم إمامهم، و ذلك أنه لا تجد أحدا من الناس صلاح أهل الأرض فى صلاحه إلا نبى أو خليفة، فالأمر إليك فى اتباعهم تغرير بالمسلمين، و انظر ما أجلب الناس به عليك فى العساكر من مال أو كراع أو سلاح أو متاع، فاقسمه بين من حضر، و اترك الأرضين و الأنهار فتكون فى أعطية المسلمين، فإنك إن قسمتها بين من حضرك لم يكن لمن بعدهم شي‌ء و لا توطن ولدا من والده، و لا تمسن أنثى من السبى حتى يطيب رحمها، و لا تتخذن مشركا أمينا على المسلمين، فإنهم‌


[1] انظر: الطبرى (4/ 29).

[2] انظر: الطبرى (4/ 30).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 529
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست