responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 465

فانتبه و يده فى كتف جارية قاعدة بين يدى فراشه، فقال: ما لك؟ قالت: مالت يدك فرفعتها، فقال: أشفقت أن سقطت من فراش ديباج على بساط ديباج؟ فكيف بها غدا إذا انعفرت فى التراب و وطئتها الخيل؟ قالت: و ما يضطرك إلى ذلك؟ و قد أعطوك ما لك فيه نصف و نجاة: إما أن تدخل فى دينهم فتكون مثلهم، و إما أن تفتدى منهم بشي‌ء تعطيهم و يبقى لك أمرك، و إما أن تذهب إلى مأمنك من الأرض؟ فقال: إن فى عنقى حبلا أقاد به إلى مصرعى، لا أقدر على الامتناع.

و بات العاجم ليلتهم يسكرون العتيق بالقصب و التراب و البراذع حتى جعلوه طريقا، و استتم بعد ما ارتفع النهار من الغد.

قالوا: و رأى رستم من الليل أن ملكا نزل من السماء فأخذ قسى أصحابه فختم عليها، ثم صعد بها إلى السماء، فاستيقظ مهموما حزينا، فدعا خاصته و قصها عليهم، و قال: إن الله، عز و جل، ليعظنا، لو أن فارس تركونى أتعظ، أ ما ترى النصر قد رفع عنا و ترى الريح مع عدونا و أنا لا نقوم لهم فى فعل و لا منطق؟.

يوم أرماث‌

و لما تم السكر عبروا بأثقالهم حتى نزلوا على ضفة العتيق، و لما عبر أهل فارس أخذوا مصافهم، و جلس رستم على سريره، و ضربت عليه طيارة، و عبأ فى القلب ثمانية عشر فيلا، عليها الصناديق و الرجال، و فى المجنبتين ثمانية و سبعة عليها الصناديق و الرجال، و أقام الجالينوس بينه و بين ميمنته و البيزران بينه و بين ميسرته، و بقيت القنطرة بين خيلين من خيول المسلمين و المشركين.

و أخذ المسلمون، أيضا، مصافهم، و كانت التعبئة التي تقدم بها سعد قبل انفصاله عن شراف بإذن عمر، رضى الله عنه، أن جعل على المقدمة زهرة بن الجوية، و على الميمنة عبد الله بن المعتم، و كان من أصحاب النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و أحد التسعة الذين قاموا عليه فتممهم طلحة بن عبيد الله عشرة فى العرافة، و على الميسرة شرحبيل بن السمط الكندى، و كان شابا قد قاتل أهل الردة على الردة، و وفى الله عز و جل، فعرف ذلك له، و على الساقة عاصم بن عمرو السعدى، و على الطلائع سواد بن مالك التميمى، و على المجردة سلمان بن ربيعة الباهلى، و على الرجال حمال بن مالك الأسدي، و على الركبان عبد الله بن ذى السهمين الخثعمى، فلما تصافوا يومئذ جعل سعد زهرة و عاصما بين عبد الله بن المعتم،

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست