responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 451

فبعث سعد إلى المغيرة، فانضم إليه و إلى رؤساء القبائل، فأتوه، فقدر الناس، و عبأهم بشراف، فأمر أمراء الأجناد، و عرف العرفاء، على كل عشرة رجلا، كما كانت العرافات أزمان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و كذلك كانت إلى أن فرض العطاء، و أمر على الرايات رجالا من أهل النباهة، و أمر على الأعشار رجالا من الناس لهم وسائل فى الإسلام، و ولى الحرب رجالا، فولى على مقدماتها و مجنباتها و ساقتها و مجرداتها و ركبانها و طلائعها، فلم يخرج من شراف إلا عن تعبئة، و لا فصل منها إلا بكتاب عمر و إذنه.

قالوا فيما ذكر سيف عن رجاله: و بعث عمر، (رحمه الله)، الأطبة، و بعث على قضاء الناس عبد الرحمن بن ربيعة الباهلى، و جعل إليه الأقباض و قسمة الفي‌ء، و جعل داعيهم و رائدهم سلمان الفارسى. فكان أمراء التعبئة يلون الأمير و الذين يلون أمراء التعبئة أمراء الأعشار، و الذين يلون أمراء الأعشار أصحاب الرايات، و الذين يلون أصحاب الرايات و القواد رؤساء القبائل، فلما فرغ سعد من تعبئته و أعد لكل شي‌ء من أمره جماعات و رؤساء كتب بذلك إلى عمر، (رحمه الله)، و لا خفاء بما بين مقتضى هذا الحديث و بين ما قبله من الاختلاف بالتأخر أو التقدم، و الله تعالى أعلم.

و بعث سعد فى مقامه بالقادسية إلى أسفل الفرات عاصم بن عمرو فسار حتى أتى ميسان، فطلب بقرا و غنما فلم يقدر عليها، و تحصنوا منه فى الأفدان، و أوغلوا فى الآجام، فضرب حتى أصاب رجلا على طف أجمة، فسأله و استدله على البقر و الغنم، فحلف له، و قال: ما أعلم، و إذا هو راعى ما فى تلك الأجمة، فصاح منها ثور: كذب و الله و ها نحن أولاء، فدخل فاستاق الثيران و أتى بها العسكر، فقسم ذلك سعد على الناس، فأخصبوا أياما، و هذا اليوم هو يوم الأباقر.

و ذكر المدائنى أن حنظلة بن الربيع الأسيدى هو صاحب هذه الغارة، و أنه أتى أسفل الفرات فلم يصب مغنما و لم يلق كيدا، فرجع، فلقوا رجلا، فقالوا له: هل تعلم مكان أحد من عدونا بحضرتك؟ قال: لا، قد رغبتموهم فخلوا عن مساكنهم، قالوا: فتعلم مكان طعام، أو شاء، أو بقر؟ قال: لا، و سمعوا خوار ثور من غيضة، فدخلوها، فأصابوا بقرا و غنما.

قال: و قال الحجاج لرجل من بنى أسد: أشهدت القادسية؟ قال: نعم، قرمنا إلى اللحم فخرجت فى رجال من المسلمين نلتمس اللحم، فأخفقنا، فلما انصرفنا إذا بصوت عن أيماننا: ادخلوا الغيضة فإن فيها غنيمة و أجرا، فدخلنا غيضة قريبا منا فإذا عشرة من‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 451
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست