responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 450

أ تستمدني و أنت فى عشرة آلاف، و معك مالك بن عوف و حنظلة بن ربيعة و طليحة ابن خويلد و عمرو بن معدى كرب فى أمثالهم من فرسان العرب، و من معك من أهل الحسبة و الرغبة فى الجهاد، فتوكل على الله و استعنه و ناهض عدوك، و لا تهيب الناس، و استفتحوا بحسن النية و الحسبة و الزهد فى الدنيا و الإنصاف، و الصبر الصبر، و الصدق الصدق، فإن النصر ينزل مع الصبر، و الأجر على قدر الحسبة، و احذر على المسلمين، و تحرز من البيات، و أكثر من قول: لا حول و لا قوة إلا بالله، و اندب الناس إلى القتال، و نفل أهل البلاء، و من قتل قتيلا فنفله سلبه، و نكل على المعصية. و اجعل الناس أسباعا، و استعمل على كل سبع رجلا، و قال بعضهم: أعشارا، و قد كتبت إلى المغيرة بن شعبة أن يشخص إليك فى طائفة ممن قبله بالبصرة، و كتبت إلى أبى عبيدة أن يمدك بجمع من الشام، فإذا قدموا عليك فناهض عدوك، و إن رأيت فرصة قبل ذلك فاغتنمها، و لا تؤخر ذلك إن شاء الله، و لا تستوحشن لقلة من معك، و لا تهن لكثرة عدوك، فكثيرا ما ينصر القليل و يخذل الكثير، و قبلك طليحة بن خويلد، و عمرو بن معدى كرب، و حنظلة بن ربيعة، و أوس بن معدان، و ابن زيد الخيل، فلا تؤمرن أحدا منهم على أكثر من مائة، و شاور عمرا و طليحة فى الحرب، و لا تولهما جمعا.

فانتهى سعد، (رحمه الله)، إلى كل ما أمره به عمر، رضى الله عنه، من تهيئة الناس أسباعا أو أعشارا، و قدم عليهم المغيرة فى ثمانمائة، و يقال فى ألف و خمسمائة، و المسلمون فى ضيق، فقال المغيرة، (رحمه الله): من آسى إخوانه بطعامه و زاد هو بناقته و جمله، فنحروا لهم و أخرجوا أطعماتهم فأصابوا منها و وقوا، و أشار المغيرة على سعد أن يوجه السرايا فيصيبوا الطعام و العلف، فقبل سعد مشورته، و بث السرايا، فأصابوا من الأطعمة ما كانوا يكتفون به زمانا.

و قد روى عن الشعبى أن عمر، (رحمه الله)، كتب إلى سعد مرتحله من زرود: أن ابعث إلى فرج الهند رجلا ترضاه يكون بحياله، ردءا لك من شي‌ء إن أتاك من تلك التخوم، فبعث إليه المغيرة بن شعبة فى خمسمائة، فكان بحيال الأبلة من أرض العرب، فأتى غضبا، و نزل على جرير، و هو يومئذ هنالك، فلما ننزل سعد بشراف كتب إلى عمر بمنزله و منزل الناس، فكتب إليه عمر:

إذا جاءك كتابى هذا فعشر الناس و عرف عليهم، و أمر على أجنادهم، و عبئهم، و مر رؤساء المسلمين أن يشهدوا، و قدرهم و هم شهود، ثم وجههم إلى أصحابهم، و واعدهم القادسية، و اضمم إليك المغيرة فى خيله، و اكتب إلىّ بالذى يستقر عليه أمرهم.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست