اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 445
و كتب إليه عمر: أتانى كتابك تذكر مكان عدوك و نزولك حيث نزلت، و مسافة ما بينك و بين ابن كسرى، و أنه من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، فأرسل إلى ابن كسرى من يدعوه إلى الإيمان أو إعطاء الجزية أو الحرب، فإن أسلم فله ما لكم و عليه ما عليكم، و إن اختار إعطاء الجزية و لم يسلم فله ما كسب و عليه ما اكتسب و قد حقن دمه و أحرز أرضه، و لا سبيل عليه إلا فى حق عليه، فإن أبى الإسلام و إعطاء الجزية فلا يعظم عندك حربه و لا يكربنك ما يأتيك عنهم، و لا ما يأتوك به، فاستعن بالله و استنصره و توكل عليه، و إذا لقيت عدوك فقدم أهل البأس و النجدة فى غير إهانة لهم و لا تغرير بهم، و عليكم بالصبر فإنه ينزل النصر، فإذا ظهرت فأكثر القتل فى دبر المشركين، و اقتل المقاتلة، و استبق النساء و الصبيان، ثم لا تتركن أحدا من العدو وراءك، و إن أعطوك الصلح فلا تصالح إلا على الجلاء، إلا أن تترك فيها من لا كيد له و لا نكاية، و أحط بأمرى، و خذ بعهدى.
و فى رواية أنه قال له، فيما كتب به إليه: و ابعث إليهم رجالا من أهل المنظر و الرأى و الجلد يدعونهم، فإن الله عز و جل جاعل دعاءهم توهينا لهم، و فلجا عليهم.
و لما انتهى إلى سعد أمر عمر، رضى الله عنه، بالتوجه إلى يزدجرد، جمع نفرا لهم نجار، و لهم آراء، و نفرا لهم منظر و عليهم مهابة.
فأما الذين لهم نجار و لهم آراء و اجتهاد: فالنعمان بن مقرن، و بسر بن أبى رهم، و جبلة بن جوية الكنانى، و حنظلة بن الربيع الأسدي، و فرات بن حيان العجلى، و عدى ابن سهيل، و المغيرة بن زرارة بن النباش بن حبيب.
و أما الذين لهم منظر لأجسامهم، و عليهم مهابة، و لهم آراء: فعطارد بن حاجب، و الأشعث بن قيس، و الحارث بن حسان، و عاصم بن عمرو، و عمرو بن معدى كرب، و غيرهم ممن سماه سيف فى كتابه.
و خالفه المدائنى فى بعضهم، فلم يذكرهم، و ذكر معهم ممن لم يذكره سيف: طليحة ابن خويلد، و زهرة بن جوية، و لبيد بن عطارد، و شرحبيل بن السمط.
قال المدائنى: فأتوا الحيرة، فأرسل إليهم رستم: أين تريدون؟ قالوا: نريد ابن كسرى.
فأرسل معهم أساورة فجوزوهم إلى المدائن، فوقفوا ببابه.
و قال سيف: إنهم طووا رستم، حتى انتهوا إلى باب يزدجرد، فوقفوا على خيول
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 445