responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 444

أكرمه الله و أعانه حتى قبضه إليه راضيا مرضيا عنه، و قد ابتلينا بالذى ولينا مما لا طاقة لنا بحفظه و القيام عليه إلا بتحنن القوى ذى العزة و العظمة، و قد علمت أن فارس ستقبل إليك بمرازبتها و بأسها و عددها، فإياك و المناظرة لجموعهم، و القادسية على ما وصفت لى منزل جامع، و الجد الجد على الذي أنت عليه، و اكتب إلىّ بجمعهم الذي زحفوا إليك به، و من رأسهم الذي يسندون إليه أمرهم، و كم بين أدنى عدوك منك و بين ملكهم، و اجعلنى من أمرهم على الجلية، فإنك بحمد الله على أمر وليه و ناصره، و الله ناصر من نصره، و قد توكل لهذا الأمر بما لا خلف له، و الله متم أمره، و من يرد الله به صلاحا يلهمه رشده فيما أعطاه، و يبصره الشكر لنعمته، و العمل بطاعته، و العرفان لأداء حقوقه، و من يكن بتلك المنزلة يعنه الله على حسن نيته، و يعطه أفضل رغبته، و إنما يستوجب كرامة الله بتمام نعمته من عصم له دينه، و إنما يصلح الله النية لمن رغب فيما عنده و أذعن لطاعة ربه، و إن منازل عباد الله عنده على نياتهم، فأكثر ذكر الله، و كن منه على الذي رغبك إليه و فيه، فإن فى ذلك رواحا للمستريح و نجاحا تجد فيه غدا نفع ما قدمت، فإنك ممن أرغب له فى الخير و يعنينى أمره للمكان الذي أنت فيه من عدو الإسلام، نسأل الله لنا و لك إيمانا صادقا، و عملا زاكيا.

فكتب إليه سعد و قد علم بأن رستم هو الذي تعين لحرب العرب وقود جيوش فارس، و أنه قد زحف إلى المسلمين و دنا منهم، إذ كان سعد وجه عيونا إلى الحيرة فرجعوا إليه بالخبر. فكتب به فيما أجاب به عمر، رضى الله عنهما:

أتانى كتابك بما ذكرت من أبى بكر، رحمة الله عليه، و لم يكن أحد يذكر من أبى بكر شيئا إلا و قد كان أفضل من ذلك، فبوأه الله غرف الجنة، و عرف بيننا و بينه، و إنك عامل من عمال الله، فاستعن بالله و شمر، و ليس شي‌ء أهم عندى و لا أنا أكثر ذكرا لما نحب أن نكون عليه من الذي أمرتنا به، و الله ولى العون على ذلك، و قد قدم علينا عظيم من عظمائهم يقال له رستم بالخيل و الفيول و العدد و العدة و القوة، فيما يرى الناس، و لا حول و لا قوة إلا بالله، و بيننا و بينه خمسة عشر ميلا، و بينه و بين ابن كسرى بأبيض المدائن نيف على ثلاثين فرسخا، و لنا من عدونا النصف إن شاء الله، و لن يزال منا عندك كتاب يخبرنا إن شاء الله، فاستنصروا الله لنا بالدعاء و التضرع خفية و جهرا، فإن الله يعطى من سعة و يأخذ بقدرة و يفعل ما يشاء.

و كان عمر، (رحمه الله)، قد أمر بموالاة الكتب إليه بكل شي‌ء، فكان سعد يكتب إليه فى كل يوم.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست