responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 384

بمثل ذلك، فافتتحوا الدور و الديران، و أكثروا القتل، فنادى القسيسون و الرهبان: يا أهل القصور، ما يقتلنا غيركم. فنادى أهل القصور: يا معشر العرب، قد قبلنا واحدة من ثلاث فدعونا و كفوا عنا حتى تبلغونا خالدا.

و كان أول من طلب الصلح عمرو بن عبد المسيح بن قيس بن حيان بن الحارث و هو بقيلة، و إنما سمى بقيلة لأنه خرج على قومه فى بردين أخضرين، فقالوا له: يا حار ما أنت إلا بقيلة خضراء، ثم تتابعوا على ذلك. فخرج وجوه كل قصر إلى من كان عليه من أمراء خالد، فأرسلوهم إليه مع كل رجل منهم ثقة من قبل مرسله، فخلا خالد بأهل كل قصر منهم دون الآخرين، و بدأ بأصحاب عدى بن عدى و قال: ويحكم ما أنتم؟

أعرب؟ فما تنقمون من العرب؟ أو عجم؟ فما تنقمون من الإنصاف و العدل؟ فقال له عدى: بل عرب عاربة و أخرى متعربة، فقال: لو كنتم كما تقولون لم تحادونا و تكرهوا أمرنا؟! فقال له عدى: ليدلك على ما تقول أنه ليس لنا لسان إلا بالعربية، فقال:

صدقت. اختاروا واحدة من ثلاث: إما أن تدخلوا فى ديننا فلكم ما لنا و عليكم ما علينا إن نهضتم و هاجرتم أو أقمتم فى دياركم، أو الجزية، أو المنابذة و المناجزة، فقد و الله أتيتكم بقوم هم أحرى على الموت منكم على الحياة. فقال: بل نعطيكم الجزية، فقال خالد: تبا لكم، ويحكم إن الكفر فلاة مضلة، فأحمق العرب من سلكها فلقيه دليلان:

أحدهما عربى فتركه و استدل الأعجمى. فصالحوه على مائة ألف و تسعين ألفا، و تتابعوا على ذلك، و أهدوا له الهدايا، و بعث بالفتح و الهدايا إلى أبى بكر الصديق، فقبلها أبو بكر، رضى الله عنه، من الجزاء، و كتب إلى خالد: أن احسب لهم هديتهم من الجزاء، إلا أن تكون من الجزاء و خذ بقية ما عليهم فقو بها أصحابك.

و فى حديث مثله أو نحوه عن رجل من كنانة و غيره: أن أهل الحيرة لما انتهوا إلى خالد كانوا يختلفون إليه و يقدمون فى حوائجهم عمرو بن عبد المسيح، فقال له خالد:

كم أتت عليك؟ قال: مئو سنين، قال: فما أعجب ما رأيت؟ قال: رأيت القرى منظومة ما بين دمشق و الحيرة، و تخرج المرأة من الحيرة فلا تزود إلا رغيفا، فتبسم خالد، قال:

هل لك من شيخك إلا عقله‌* * * خرفت و الله يا عمرو

ثم أقبل على أهل الحيرة و قال: أ لم يبلغنى أنكم خبثة خدعة مكرة؟ فما لكم تتناولون حوائجكم بخرف لا يدرى من أين جاء؟ فتجاهل له عمرو، و أحب أن يريه من نفسه ما يعرف به عقله، و يستدل به على صحة ما حدثه به، فقال: و حقك أيها الأمير، إنى لأعرف من أين جئت؟ قال: فمن أين جئت؟ قال: أقرب أم أباعد؟ قال: ما شئت، قال:

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست