responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 383

بعضهم بعضا إلا بإذن الملك، فلما أخرب خالد أمغيشيا علم أنه غير متروك، فتهيأ لحرب خالد، و قدم ابنه، ثم خرج فى أثره، فعسكر خارجا من الحيرة، و أمر ابنه بسد الفرات.

و لما استقبل خالد من أمر أمغيشيا و حمل الرجل فى السفن مع الأثقال و الأنفال، لم يفجأ خالدا إلا و السفن جوانح فارتاعوا لذلك، فقال الملاحون: إن أهل فارس فجروا النهار، فسلك الماء على غير طريقه، فلا يأتينا الماء إلا بسد الأنهار، فتعجل خالد فى خيل نحو الآزادبه، فلقى على فم العتيق خيلا من خيلهم، فجأهم و هم آمنون غارته تلك الساعة، فأنامهم بالمقر، ثم سار من فوره، و سبق الأخبار إلى ابن الآزادبه حتى يلقاه و جنوده بفم فرات بادقلى، فاقتتلوا، فأنامهم خالد، و فجر الفرات و سد الأنهار فسلك الماء سبيله.

ثم قصد خالد للحيرة، و استلحق أصحابه، و سار حتى ينزل بين الخورنق و النجف، فقدم خالد الخورنق، و قد قطع الآزادبه الفرات هربا من غير قتال، و إنما جرأه على الهرب أن الخبر وقع إليه بموت أردشير و بمصاب ابنه، و كان عسكره بين الغربين و القصر الأبيض. و لما تتام أصحاب خالد إليه بالخورنق خرج منه حتى يعسكر فى موضع عسكر الآزادبه بين الغربين و القصر الأبيض، و أهل الحيرة متحصنون، فأدخل خالد الحيرة الخيل من عسكره، و أمر بكل قصر رجلا من قواده يحاصر أهله و يقاتلهم، فكان ضرار بن الأزور محاصرا للقصر الأبيض، و فيه إياس بن قبيصة الطائى، و كان ضرار بن الخطاب محاصرا قصر الغربين و فيه عدى بن عدى المقتول، و كان ضرار بن مقرن المزنى، عاشر عشرة إخوة له، محاصرا قصر بنى مازن و فيه ابن أكال، و كان المثنى محاصرا قصر بنى بقيلة و فيه عمرو بن عبد المسيح، فدعوهم جميعا، و أجلوهم يوما، فأبى أهل الحيرة و لجوا، فناوشهم المسلمون.

و عهد خالد إلى أمرائه أن يبدءوا بالدعاء، فإن قبلوا قبلوا منهم، و إن أبوا أجلوهم يوما، و قال: لا تمكنوا عدوكم من آذانكم فيتربصوا بكم الدوائر، و لكن ناجزوهم و لا ترددوا المسلمين عن قتال عدوهم.

فكان أول القواد أنشب القتال بعد يوم أجلوهم فيه ضرار بن الأزور، و كان على قتال القصر الأبيض، فأصبحوا و هم مشرفون، فدعاهم إلى إحدى ثلاث: الإسلام، أو الجزاء، أو المنابذة، فاختاروا المنابذة، فقال ضرار: ارشقوهم، فدنوا منهم فرشقوهم بالنبل، فأعروا رءوس الحيطان، ثم بثوا غارتهم فيمن يليهم، و صبح أمير كل قوم أصحابه‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست