اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 38
اللافظة فى المسجد فسدوها إلا باب أبى بكر، فإنى لا أعلم أحدا كان أفضل فى الصحبة عندى يدا منه» [1].
و فى رواية: «فإنى لو كنت متخذا من العباد خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، و لكن صحبة و إخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا عنده».
و عن عروة بن الزبير و غيره من العلماء أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) استبطأ الناس فى بعث أسامة بن زيد و هو فى وجعه، فخرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر، و قد كان الناس قالوا فى إمرة أسامة أمر غلاما حدثا على جلة المهاجرين و الأنصار.
فحمد الله و أثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال: «أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة، فلعمرى لئن قلتم فى إمارته لقد قلتم فى إمارة أبيه من قبله، و إنه لخليق للإمارة و إن كان أبوه لخليق بها» [2]، ثم نزل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و انكمش الناس فى جهازهم، و استعز برسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) وجعه، فخرج أسامة و خرج جيشه معه حتى نزلوا الجرف من المدينة على فرسخ، فضرب به عسكره و تتام إليه الناس، و ثقل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فأقام أسامة و الناس لينظروا ما الله قاض فى رسوله (عليه السلام).
و من حديث عبد الله بن كعب بن مالك أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أوصى بالأنصار يوم صلى و استغفر لأصحاب أحد، و ذكر من أمرهم ما ذكر، فقال يومئذ: «يا معشر المهاجرين، استوصوا بالأنصار خيرا، فإن الناس يزيدون و إن الأنصار على هيئتها لا تزيد، و إنهم كانوا عيبتى التي آويت إليها، فأحسنوا إلى محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم» [3]، ثم نزل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و دخل بيته و تتام به وجعه حتى غمر.
و فى الصحيحين من حديث عبيد الله بن عبد الله أنه قال لعائشة رضى الله عنها: أ لا تحديثنى عن مرض رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)؟ قالت: بلى، ثقل النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: «أصلى الناس؟» قلنا:
لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: «ضعوا لى ماء فى المخضب»، قالت: ففعلنا، فاغتسل ثم ذهب لينوى فأغمى عليه، ثم أفاق، فقال: «أصلى الناس؟» قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: «ضعوا لى ماء فى المخضب»، قالت: فاغتسل ثم ذهب
[1] انظر الحديث فى: مسند الإمام أحمد (3/ 18)، صحيح البخاري (1/ 466)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 288).
[2] انظر الحديث فى: صحيح البخاري (7/ 4250)، فتح البارى لابن حجر (7/ 759).
[3] انظر الحديث فى: صحيح البخاري (7/ 3800)، مسند الإمام أحمد (5/ 224).
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 38